الأدعية والأذكار
رسالة محمد
رسالة محمد -عليه الصلاة والسلام-
أرسل اللهُ -عزّ وجلّ- نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلم- للعالمين، من أجل توصيل رسالته لهم، وهي توحيد الله -عزّ وجل-، والإيمان به وحده، وكذلك لإخراجهم من الجهل والظلمات إلى النور، كما تشكّل رسالة محمد -عليه السلام- نظام حياة كامل لا نقصَ فيه ولا عيب، وفي هذا المقال سوف نتناولُ الحديث عن رسالة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وخصائصَها.
خصائص رسالة محمد بالقرآن
تتميّز رسالة محمد -عليه السلام- بالعديد من الخصائص الفريدة والمميّزة، ومن أهمّها:
- عمومها: فقد بعث الله -عزّ وجل- الرسل السابقين إلى أقوامِهم فقط، وربما إلى قبيلة واحدة من القوم، أما رسولُ الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت رسالتُه شاملة إلى كافّة الناس دون استثناء، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً﴾ [الأعراف: 1588]، فقد كان خطابُه على عمومِ القولِ إلى جميع الناس، بينما الأنبياءُ السابقون فكانوا يخاطبون أقوامَهم فقط بقولهم: ((يا قومي)).
- نسخها لجميع الشرائع و الرسالات السابقة، قال تعالى:﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [المائدة: 488]، وقد قال النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلّم- في أحاديثه لو أنّ موسى -عليه السلام- كان حياً ليتبعه.
- كمالها وخلودها: قال الله سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾[المائدة: 33]، حيث اختتم الله سبحانه وتعالى رسالاتِه برسالة محمّد -عليه الصلاة والسلام-، وختمَ النبوّات بنبوّته، و لا يوجد بعدَه أيُّ رسول، وهذا دليل على أنّ كلّ ما جاء بعد رسالة محمد هو أكاذيب وتشويه للدين الإسلاميّ.
- يسرها ومرونتها: حيث إنّ أمة محمّد -عليه الصلاة والسلام- أمّة مرحومة، حيث امتازتْ شرائعُها وديانتُها بالسهولة واليسر، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾[الحج: 788]، كذلك رفعَ الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمّة الأغلالَ التي كانت فيها الأممُ السابقة.
- أنّها تقوم على أسس واعتباراتٍ إنسانيّة عامّة، سواء في الحقائق التي تعرضها وتكشفها، أو في أحكام التشريع وقواعد السلوك، كما أنّها أخرجت البشريّة من الجهل والضياع، ونظّمت حياتهم وسلوكهم.
- الرسالة هي معجزة، فرسالة محمد -عليه السلام- تضمّنت القرآن الكريم، والقرآن معجزة الإسلام الكبرى الخالدة إلى يوم القيامة، وقد تميّزت هذه المعجزة عن غيرها من معجزات الرسل السابقين بأنّها باقية ومستمرة، تقامُ بها الحجّة والدليل في جميع الأوقات والعصور اللاحقة والسابقة، أما معجزاتُ الأنبياء السابقين فلم تكن إلا معجزات ماديّة ملازمة لزمن النبيّ وشخصه في ذلك الوقت، وتنتهي بموت النبيّ.