مع ظهور التقنيات الحديثة للاتصال في العالم البشري، أصبح التواصل سمة مميزة من مميزات هذا العصر ؛ لسرعة انتقال المعلومات بين الجميع، والأخبار وقدرة تنقلها العالية، وهذا الذي يحذو بنا إلى القول بأن تلك التقنيات جعلت الأمر ليس مقتصرا فقط على إرسال المعلومات والأخبار، بل تعدى ذلك بأن أصبح هذا الأمر مجالا للاستعراض في الكلمات وتجميلها، والحصول على أفضل الكلمات وأحسنها لإيصالها للغير، وهذا ظهر جليا عند ظهور خدمة الرسائل القصيرة، التي دعمها اختراع الهاتف المحمول، والذي يسهل انتقالها بسرعة إلى مستخدمي الشبكات العالمية للهواتف الخلوية، والبحث عن رسائل متعددة جميلة تصل لقلوب مستلميها، وتكون مختصرة ومعبرة عن الهدف المرسل للمستقبل به.
وتظهر تلك الرسائل بشكل جلي في المناسبات والأعياد المختلفة، والتي تختلف باختلاف القوميات والأديان، والتي يسعى الجميع لتهنئة أصدقائه وأحبابه، وإيصال الفرحة إلى قلوبهم بتهنئتهم بقدوم المناسبة، ومن أشهر المناسبات التي يظهر البحث عن تلك الرسائل المقولبة والجاهزة، فترة الأعياد الدينية لدى المسلمين، ومنها: عيد الفطر السعيد، وعيد الأضحى الكبير، وفيها تظهر الإبداعات في كتابة تلكم الرسائل وإرسالها للجميع، وتناقلها في ضغط يرتفع وبشدة على شبكة الهاتف المحمول، وخصوصا خدمة الرسائل المجانية التي تقدمها بعض الشركات الخلوية في البلدان الإسلامية، والتي تغطي شبكة الهواتف المحلية داخل بلدانهم، ومن أمثلة تلك الرسائل التي تعتبر عالية الجمال والتركيز، مثل هذه الرسائل التي تنتشر في عيد الفطر السعيد : “إلى من قطف الابتسامة، وطبعها على أحزاني، إلى من علمني هندسة العبارة، وكسر حواجز قلمي، إليك أرسل مسجي، قبل كل البشر أعايده، كل عام وأنت بخير”، ومن الرسائل الجميلة المنتشرة في فترة عيد الأضحى المبارك : “قبل زحمة السير، وقبل رسائل الغير، والإرسال لسة بخير، كل عام وأنت بألف خير”.
وأيضا هناك العديد من الرسائل الجميلة، التي تشتهر في عالم الهواتف الحديثة ما يسمى رسائل الغرام والعشق، والتي تقع بلا مناسبة بين العشاق والمغرمين، وهي الأكثر طلبا على شبكة الإنترنت ؛ لأهميتها بالنسبة لهم، لأخذ قلب المغرم بهم، وشد انتباهه إليهم، أو حتى إهدائه بعض الكلمات الجميلة من وقت لآخر، ومن تلك الرسائل الجميلة : “عشقتك والغرام فني، ولا أعلم هي أفنى أم أفني قلبي، لكي وقفت متواضعا، فأنتِ جمال اليوم والغد والعشق”، ومنها أيضا : “حب لك أهدي، وعشقا يدوم في قلبي دوما ودما، فابقي بجواري، فلا أملك حيال اليوم سواكي”.
عمليا كتابة الرسائل عملية فنية، تحتاج من الفرد الذي يريد إيصال رسالة معينة لأحدهم عن طريق الرسائل القصيرة، أن يكون صاحب عاطفة واضحة غير مرتبكة، وأيضا أن يرغب في ذلك، وأن يكون سيد للكلمة، لا يدعها تسيطر عليه بأي حال من الأحوال، ويرسل ذلك للشخص الذي يريد إيصال الرسالة له، مما يجنبه الكثير من الحديث، ويمنحه الكثير من الثقة بعد إرساله لتلك الرسالة، التي من المفترض أن تتصبغ بصبغة الجمال والرقة في القول.