رحله الاسراء و المعراج
ضاقت الأرض برسول الله عليه الصلاة و السلام نظراً لما لاقاه من تكذيب و مقاومة من المشركين ، و بعد أن فقد عمه أبا طالبالذي كان يؤنسه و يؤاوره ، و فقد زوجته خديجة التي كانت نعم الزوج ، ظلت رعاية الله قائمة له ، و كرمه الله تعالى بقدرة إلهية و آنسه بحادثة الإسراء و المعراج ، فأي تكريم و مؤانسة أشد و أعظم من تكريم كهذا
أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة و السلام في رحلة الإسراء و المعراج ، فقد جاء في سورة الإسراء ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)
قال ابن القيم رحمه الله (اسري برسول الله صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البراق ، صحبة جبريل عليهما الصلاة و السلام فنزل هناك و صلى بالأنبياء إماماً و ربط الباب بحلقة باب المسجد ثم عرج به تلك اليلة من بيت المقدسإلى السماء الدنيا )
و قد أتم الله تعالى الرحلة و أخبر بها ليزداد يقين الناس و إيمانهم و معرفتهم بقدرة خالقهم ، و أن سماءهم و أرضهم ممسوكتين و ليستا متروكتين لاضلال المضلين أو عبث العابثين
و أن الله تعالى قد اختار من اصطفاه ليريه من آياته ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )
و قد رأى رسولنا الكريم ما رأى من آيات ربه الكبرى في وقت قصير لم يبأ به فيها
و لما أصبح الرسول في قومه أخبرهم بما أراه الله إياه ، من آيات ، فاشتد أذاهم و تكذيبهم و ضراوتهم عليه ، و سألوه أن يصف لهم بيت المقدس ، فجلاه الله تعالى حتى عاينه ، فطفق يخبرهم عن آياته و لا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً
و أخبر الرسول من كذبه عن عيرهم في مسراه و رجوعه ، و أخبرهم عن وقت قدومها و اخبرهم عن البعير الذي يقدمها و كان الأمر كما قال رسول الله عليه الصلاة و السلام ، إلا ان ذلك لم يزدهم إلا عناداً و نفوراً و كفراً و تكذيباً