أذكر تلك الطفله الوديعه المحبه للحياه، وتاركه الصخب والصوت العالى تلك الطفله التى تمشى فرحاً.
وانها تملك العالم بأسره أحبت المياه والخضره، كانت تمرح بين الأشجار ولا زلت أتذكرها، حين كانت تخرج وقت المطر وتنظر إلى السماء وتفتح ذراعيها وكِأنها تضم المطر، إليها تستقبل حبات المطر المتناثره على وجههِ الطفولى البرئ تضحك وتتمايل طرباً وهى ترقص على نغمات حبات المطر، كأن قيثارة تعزف أجمل الألحان لها تتمايل متراقصه، على حبات المطر المتناثره, تتراقص فرحاً وكأنها خارجه فى نزهه ، لم أفهم ذلك الشعور ، فى طفولتى ، ولكن فى شبابى علمت مدى التناغم بينالمطر والطفوله.
أحببت ذلك الآحساس الطفولى، عندما كبرت وتخرجت من الجامعه، لم أفكر يوماً بلحظة جنون كهذه التى أحساستهٌا.
بطفولتى أدركت أن حياتى مرت كحُلم ، لم افرح سوى بطفولتى ، لذلك قررت أن أعيش حياتى خرجت إلى الشارع ومشيت تحت المطر تركت لروحى أن تنطلق عائده إلى ذكريات طفوله ، للحظات تركت نفسى للجنون وعدم المبالاه بالحياه القاسيه تركت لنفسى أن تعيش لحظات طفوله فى شباباً ، تركت العنان لتلك الطفله ، التى أصبحت سجينة شبابى عُدت إلى حبات المطر ركدت وركدت حتى سقطت من فرط تعبى ولكنى عشتُ أجمل لحظات، أحسست بالمطر وهو يتساقط على وجهى.
فرحت وتراقصت طرباً على نغمات المطر المتساقط ، مددت يدى بجيبى وتذكرت قطعة حلوى ، لكى أكمل جنونى أخرجُتها من جيبى ودسستهُا بفمى ، وأخذت أركد والعب تحت حبات المطر حتى توقف المطر، وبدأت أشعر بحركة البشر تعود, عُدت إلى بيتى مبللة
الملابس وأخذت اقفذ عالياً وأضحك بصوتاً عال كسابق عهدى بطفولتى ، وأنتهت ذكريات يومى مع حبات المطر وعُدت إلى واقعى وعملى, ولكن أصبح لى سراً صغير كلما أمطرت خرجت إلى الطرقات أمرح بجنون، وأعود إلى طفولتى مع حبات المطر.