ع العنان ذكاء عاشقه
بسم الله الرحمن الرحيم
بين زخات المطر المتسارعه التى تسوق طريقها لتصطدم بالأرض وتبدأ المنافسه لينتصر المطر وتوافق الأرض خاضعه على تشربه دون نقاش أكبر
فى وقت رحلت به الشمس ليسكن السماء غيوما مكدسه
فى ركن من أركان تلك الأرض محل انتظار يجلس به الناس ليحتموا من ذلك المطر المفترس
تلك الطاولات المرصوصه بعنايه فائقه تسكن إحداهما فتاه قلبها وحرارته ينتفضان معاكسا لحراره الجو الخارجيه يداها تتنتشى حراره رغم بروده الجو
العرق يتصبب على بشرتها البيضاء الناعمه ليسيل برفق على عنقها مداعبا ملمسها مهدئا من شرايينها المتفجره رفعت يديها ذات الأصابع الطويله لتطرد تلك القطرات التى تضايقها
وهى تبعد خصلاتها الحمراء الناريه تلك الخصلات التى تطابق تماما حال قلبها الأن
ملىء بالحراره ..والغيره.. باللإضافه الى الحقد
لا تستطيع ان تبعد عينيها عن تلك الطاوله التى أمامها
وبالرغم من أن كبريائها يسلب لحظه بعد لحظه إلا أن خفقات قلبها التى تنطق بإسم حبيبها الخائن تمنعها
ذلك الخائن الذى يتصنع أمامها الأن متباه بتلك الفتاه ….
فتحت عينيها على أقصاهما فى تفاجىء عندما رأت تلك الفتاه المنحله تقترب من حبيبها
لا …لا …لقد أخطأت فى التعبير ….تلك الفتاه التى تقترب من خائنها ….لتطبع قبله على وجنته مصاحبه بضحكه غانجه تدل على سلوكيات صاحبتها المتدنيه
اشتعل قلبها فى ولع وهى تتفحصها جيب قصير وقميص يكاد يكون بلا ذراعان… أووه ….لقد أخطأت مره أخرى…. إنها الموضه التى تسرى فى النفوس المريضه الى الأن… قوام ممشوق بذراعان ناعمان
لمحت ذلك الخائن, معذب قلوب العذارى, متبلد المشاعر ,متجلد الأحاسيس ,وضحكته على وسعها ,بالرغم من أنه يراها إلا أنه لم يفكر لحظه بأن يراعى مشاعرها……. أراد أن يعذبها …..أراد أن يثبت لها أن الفتيات يتهاتفن من حوله ….ولكن لا يعلم كم قطرات الدم تلك التى تنزف منها… فهى تطعن بسكين ولا تستطيع تركه أو إبعاده …كان يبتسم بلؤم شديد وهو يلقى النظرات عليها متشما
ويداعب جليسته فى تطاول وعدم استحياء
شعرت بالاختناق بين عبراتها الممطره ….لا تستطيع.. أمطار أعينها تشتد وتواصل مع الزخات لتصطدم بالارضيه الملمعه
وأمامها خياران.. إما أن تغرق فى الماء وتخرج ……إما أن تجلس بالنار وتحرق ….أيهما أسهل؟
قطع تفكيرها صوت النادل قائلا”هل تودين شيئا معينا سيدتى”
رفعت عينيها العسليتان المليئتان بالدموع لتظهر ملامحها التى تظهر من هشاشه قلبها ويوضحان إحمرار وجنتيها الناجم عن بكائها
ألقت نظره أخيره على حبيبها ليقابلها بضحكه ساخره وصلت لأذنيها فقالت فى ضيق”نعم هل يمكنك إحضار قلما ومنديلا بالاضافه إلى كأسا من الليمون..من فضلك ”
ابتسم النادل قائلا “باالتأكيد سيدتى”
وذهب مسرعا لتشتد يداها الرقيقتان على وجنتيها بإندفاع
وترسم نظره التحدى والمقاومه على وجهها فى آن
ليتبعها ضحكه ساخره من ذلك الخائن بشكل أكبر ومازادها تصرفه إلا إصرار ولم تكد تمر خمس دقائق حتى أتى النادل قائلا”شىء أخر سيدتى؟؟”
ابتسمت متناوله من على الطاوله ما وضعه منذ قليل قائله “آسفه سأتعبك معى هل يمكنك أن توصل ذلك المنديل لذلك السيد”
فإبتسم النادل مؤكدا”بالتأكيد سيدتى فأنا فى خدمتك دائما”
ذهب النادل متوجها الى الطاوله المقصوده معطيا المنديل للشخص المناسب فإلتقطها بنبره ساخره ليفتح المنديل فى إهمال فيتصاعد الدماء فى وجهه واقفا بغضب قائلا بصراخ”ما هذا الهراء؟؟”
تعجبت جليسته الكريهه قائله بغنج”ماذا بك حبيبى؟…. هل أنت بخير؟…”
أبعدها الشاب فى غضب صارخا “إبتعدى أيتها المعتوهه”
غضب الشاب زاد أكثر وأكثر وهو يرى تلك النظرات الساخره فى أعين تلك الفتاه الحمراء قائلا بصراخ”نقطه سوداء !!!”
فأكمل قارئا”أنت كتلك النقطه ….نقطه سوداء فى صفحتى البيضاء يجب طردك لأعيش بسلام”
اشتعل وجه الخائن أكثر وأكثر وهى تشفى غليلها بإنتقامها وبرودها
وهاهى ذات الشعر الأحمر خرجت منتصره وهى تضع أخر لمساتها بوضع حسابها
متناوله حقيبتها ذاهبه بذراعين مفتوحين لزخات المطر
شاعره بالتحرر تاركه صدى ضحكاتها الساخره كردا لإعتبارها
وتستجيب زخات المطر وتعانقها زخات تتبعها زخات وتليها زخات