دور النوم في ترتيب البيت العقلي, الذاكرة
يساعد النوم على إعادة ترتيب أجزاء ( البيت العقلي والذهني الداخلي) وسهولة استحضار المعلومات. ففي دراسة تُعتبر نتائجها مهمة لمن لا ينالون عادة قسطاً كافياً من النوم يومياً، يقول العلماء من جامعة هارفارد الأميركية ان النوم يبدو عنصراً مهماً لتعزيز قوة الذاكرة لدى منْ تتطلب أعمالهم وظروفهم العملية ذلك، مثل استحضار المعلومات وتفاصيل الأحداث بسرعة ودقة من كبار المسؤولين والأطباء والصحافيين والمتعاملين بسوق الأسهم وطلاب الجامعات وغيرهم، خاصة في القدرة على استحضار المعلومات المتعلقة بالأحداث والحقائق التي تم تخزينها في الدماغ حديثاً.
لا يزال الكثيرون يجهلون دور النوم في الحياة والصحة والمرض بشكل عام. وتشير الدراسات التي تقارن جوانب شتى من حياة الإنسان وصحته بموضوع النوم أن الإنسان يحتاج النوم ليس فقط لمجرد بعث الشعور بالراحة والنشاط البدني، بل لاستمرارية قيام اعضاء الجسم بوظائفها بشكل طبيعي.
وتشير الأبحاث وإن كانت في بداياتها، إلا أنها تشير الى هذا المستوى من الأهمية للنوم في حياة الإنسان. ولئن كانت الدراسات على الأطفال حديثي الولادة قد لاحظت العلاقة المباشرة لتمتع الطفل بساعات طوال من النوم اليومي وبين نموه بدنياً وذهنياً ونفسياً بشكل طبيعي وأفضل ممن يُحرم منه من الأطفال، فإنها ربطت الأمر بشيء ملموس وهو إفراز الغدة النخامية في قاع الدماغ لهرمون النمو أثناء نوم الليل.
لكن الدراسات لدى البالغين ما فتئت كل يوم تأتينا بالجديد والمزيد حول فوائد النوم الحيوية في سلامة أعضاء الجسم وأنظمة أجهزته، وليس الترفيهية كمجرد الراحة كما يعتقد الكثيرون.
والذاكرة، أحد أكبر هواجس الناس في العالم من الناحية الصحية والعقلية والنفسية، هي أيضاً بحاجة للنوم كي تتشكل ، وتأخذ مكوناتها وضعاً أكثر استقرارا ، وأسرع وأدق استحضاراً. وتحديداً كيفية تذكر واستحضار المعلومات ذات النوعية التصريحية أو التقريرية تحديداً، وهي تلك التي تشمل عناصر محددة يتم استذكارها كالأرقام أو الأحداث المهمة أو الأشخاص، وهي غير المعلومات ذات النوعية غير التصريحية أو التقريرية كالمشاهدة في الحياة اليومية أو القصص المسموعة أو الأشياء المرئية.
وتبعا لما يقوله الدكتور جيفري إلينبوغن الباحث الرئيس لدراسة هارفارد ، إن النوم يفيد في تكثيف وتقوية معلومات الذاكرة ، والنوم، حينما يفعل ذلك، فإنه يقوم به بشكل فاعل وليس مجرد استجابة طبيعية. ولإيضاح ما يعنيه، فإن خلايا الدماغ أثناء النوم تعمل بنشاط وكفاءة على إتمام مهمة محددة وهي إعادة ترتيب أجزاء البيت العقلي والذهني الداخلي.
ويضيف بأن الدماغ يعمل أثناء النوم على ربط عناصر الأشياء المخزونة كذكريات فيه، مما يجعلها أكثر قوة في اليوم التالي، وهي فائدة تدوم مدة طويلة. وهذه الفائدة في الواقع كما دلت تجاربنا أكثر مما توقعناه.
وهذا يعني أن بناء كتلة لمعلومات ذاكرة أمر يتم أفضل ما يُمكن أثناء النوم. مما يدل على أن الدماغ أثناء النوم، كما يقول الدكتور إلينبوغن، يقوم بعمل الكثير، ومما يقوم به تركيز وتكثيف معلومات الذاكرة. لذا فإن المرء، على حد قوله، بحاجة الى النوم كي يقوي الى أبعد حد ممكن ذاكرته.