دعوة سيدنا نوح عليه السلام
بحث عن سيدنا نوح عليه السلام
نوح عليه السلام هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ أي إدريس، وهو نبي ورسول ذُكر في الكتب المقدسة ولد في عام الثلاثة آلاف وتسع مئة قبل الميلاد في بلاد الرافدين، والداه (بيتونس، لامك)، وكان يُعرف عليه السلام بين قومه بالأخلاق الحميدة الرفيعة، والصلاح، والاستقامة، وحسن السيرة، وذلك قبل النبوة، وكانوا يحبّونه ويشعرون بالاطمئنان تجاهه، ويُعتبر سيدنا نوح عليه السلام من أولي العزم الخمسة الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى وهم نوح، موسى، عيسى، إبراهيم، محمد عليهم السلام.
دعوة سيدنا نوح عليه السلام
عاش نوح عليه السلام عمراً طويلاً ودعا قومه تسعمائة وخمسين عاماً كما ورد في قوله تعالى في سورة العنكبوت: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً)، وكان أول نبي مُرسل إلى قومٍ كفّارٍ وقد تحمل منهم شتى أنواع الأذى والجحود والعذاب ما لم يتحمّله رسل جاؤوا من قبله، فقد بعثه الله سبحانه لقوم (بني راسب) وهم أوّل قوم قاموا بعبادة الأصنام، وكان يحثهم عليه السلام على التدبر والتأمّل في خلق الله وملكوته، وأنّ الله تعالى خلقنا وأنّ لا أحد يستطيع خلْق نفسه بنفسه، فالله وحده الخالق والمدبر وأنّه سبحانه جعل في الآخرة الجنة وأهلها والنار وأهلها فلم يؤمن به أحد من قومه إلا شخصاً واحداً وعانقه ونصره وآزره وكان يُعرف بوزير نوح.
بالرغم من مواجه سيدنا نوح للشدائد من قومه إلاّ أنه لم ييأس من دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له خالق كل شيء بديع السموات والأرض ليلاً ونهاراً بالسرّ والعلن، وكان لديه أمل بأن يكون فيهم الصلاح والخير فلم يكن يدعو عليهم بالعذاب، إلى أنّ عدداً قليلاً منهم آمنوا به وكما روي عن ابن عباس أن عدد الذين آمنوا به حوالي الثمانين شخصاً خلال فترة دعوته الطويلة لهم، وكان من بين من آمن به أولاده الثلاثة (يافث، حام، سام) وإبنه الرابع (كنعان) كان من الكافرين، وبما أنّه عليه السلام قضى عمراً طويلاً في دعوته إلى أنّ أبناء قومه والأجيال التي تعاقبت في فترة دعوته كانوا ألعن من الذين سبقوهم حيث كانوا يوصون أبناءهم بعدم الإيمان بسيدنا نوح عليه السلام وهذا الأمر بعث اليأس بنوح عليه السلام من إيمانهم حيث قال كما ورد في القرآن الكريم في سورة نوح (وقال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً* إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً)، فأوحى له الله بأنْ لا أحداً من قومه سيؤمن به، فأمره تعالى ببناء سفينة هو ومن معه من الذين آمنوا لتنجيهم من عذاب الله، وبأن يحمل معه أهله وأصحابه المؤمنين وأن يحمل فيها أيضاً من جميع أنواع الدواب والطيور زوجين اثنين، وعندما أنزل الله عقابه نادى سيدنا نوح إبنه كنعان ليركب معهم في السفينة فأبى ورفض وقال لأبيه أنّه سيلجأ إلى جبل يحميه فقال له سيدنا نوح كما ذُكر في كتاب الله في سورة هود (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم)، فأنزل الله عقابه بالطوفان وأغرق الموج كنعان والذين كفروا، فاستقرّت السفينة على جبل يطلق عليه الجودي عندما هدأ الموج وتسرب الماء في الشقوق الموجودة في الأرض بعد أن قضوا مدّة مئة وخمسين يوماً في السفينة.
في النهاية ننوّه إلى أنّ سيرة الأنبياء تؤخذ بشكل أساسي مما ورد عنهم في القرآن والسنة، وبتتبع الآيات التي ذكرتهم في مختلف السور، فبعض العلومات مما ذكر في المقال ليست ممّا نصّ عليه القرآن بل الكتب السماوية الأخرى أو كتب التاريخ.