دعاء يقال عند النوم
دعاء يقال عند النوم
يوجد أكثر من حديث نبوي شريف بخصوص الأدعية التي تقال قبل النّوم، وكلها تؤدّي إلى نفس المعنى، وتقال قبل النّوم، ومن هذه الأحاديث:
- عَنْ أَبي عُمَارَةَ البراءِ بنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” يَا فُلانُ إِذَا أَوَيْتَ إِلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ عَلى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيْراً “، رواه البخاري.
- وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَن قال حين يَأْوِي إلى فِراشِه، أَسْتَغْفِرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه، ثلاثَ مرّاتٍ، غفر اللهُ له ذنوبَه، وإن كانت مِثْلَ زَبَدِ البحرِ، وإن كانت عددَ ورقِ الشّجرِ، وإن كانت عددَ رَمْلِ عالِجٍ، وإن كانت عددَ أيّامِ الدّنيا “، رواه الترمذي.
- وعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَاني وَآوَاني، والْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَني وَسَقَاني، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، فَقَدْ حَمِدَ اللهَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ “، رواه الألباني.
- وروى الترمذي وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – كان إذا أوى إلى فراشه قال:” الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي “.
أذكار النوم
ورد عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أذكار يقولها المسلم عن نومه، وهي:
- في صحيح البخاري عن أبي ذر قال: كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – إذا أوى إلى فراشه قال:” اللهم باسمك أحيا وأموت “، وإذا أصبح قال:” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النّشور “.
- وروى الشيخان عن علي رضي الله عنه، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال له ولفاطمة رضي الله عنها:” إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبّرا ثلاثاً وثلاثين، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين “، وفي رواية لهما:” التّكبير أربعاً وثلاثين “.
- وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض بداخلة إزاره، فإنّه لا يدري ما خلفه عليه، ثمّ يقول: باسمك ربّي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصّالحين “، وفي رواية:” ينفضه ثلاث مرّات “.
- وفي الصّحيحين أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” كان إذا أوى إلى فراشه كلّ ليلة جمع كفّيه، ثمّ نفث فيهما، وقرأ فيهما ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ بربّ الفلق) و( قل أعوذ بربّ النّاس)، ثمّ مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرّات “. قال أهل اللغة: النّفث: نفخ لطيف بلا ريق.
- وفي الصّحيحين عن أبي مسعود الأنصاري البدري عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في كلّ ليلة كفتاه “. واختلف العلماء في معنى كفتاه، فقيل: كفتاه من الآفات في كلّ ليلة، وقيل: كفتاه من قيام ليلته، وقيل كفتاه من الشّيطان، ويحتمل أن يكون الجميع مراداً كما قال النّووي.
- وفي الصّحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصلاة، ثمّ اضطجع على شقّك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيّك الذي أرسلت، فإن متّ متّ على الفطرة، واجعلهنّ آخر ما تقول “.
- وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكّلني رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، وذكر الحديث، وقال في آخره:” إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنّه لن يزال معك من الله تعالى حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: صدقك وهو كذوب. ذاك الشّيطان “.
- وفي سنن أبي داود عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خدّه ثمّ يقول:” اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك، ثلاث مرّات “.
- وفي صحيح مسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنّسائي، وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنّه كان يقول إذا أوى إلى فراشه:” اللهم ربّ السّماواتـ وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، ربّنا وربَّ كلّ شيء، فالق الحبّ والنّوى، منزل التوراة، والإنجيل، والقرآن، أعوذ بك من شرّ كلّ ذي شرّ أنت آخذ بناصيته، أنت الأوّل فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنّا الدّين، وأغنني من الفقر “. وفي رواية أبي داود:” واقض عنّي الدّين، وأغنني من الفقر “.
- وفي سنن أبي داود والترمذي، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :” اقرأ ( قل يا أيها الكافرون)، ثمّ نم على خاتمتها، فإنّها براءة من الشّرك “.
سنن النوم
من سنن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – القوليّة والعمليّة في نومه، كالآتي:
- النّوم مبكراً إلا لحاجة، والاستيقاظ في الثلث الأخير للقيام، فقد روى البخاري عن أبي برزة:” أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يكره النّوم قبل العشاء، والحديث بعدها “. وفي الصّحيحين أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” أحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحبّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً، ويفطر يوماً “. وفي الصّحيحين أنّه ذكر رجل عند النّبي صلّى الله عليه وسلّم نام ليلةً حتّى أصبح! قال:” ذاك رجل بال الشّيطان في أذنيه أو قال في أذنه “.
- الوضوء قبل النّوم، لما في الصّحيحين أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النّبي – صلّى الله عليه وسلّم:” إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ، قال: فَرَددْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: (لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) “، متّفق عليه. ومن فضائل الوضوء قبل النّوم أيضاً:” أنّ من بات طاهراً بات معه ملك يستغفر له “، روى الإمام ابن حبان وغيره مرفوعاً:” من بات طاهراً، بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنّه بات طاهراً “، قال الشّيخ الألباني في صحيح التّرغيب والتّرهيب: حسن لغيره.
- تعاهد الفراش بنفضه ونحو ذلك، لما رواه البخاري، أنّه – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنّه لا يدري ما خلفه عليه “.
- النّوم على الشقّ الأيمن، فالنّوم على الشّق الأيمن من السّنن الثّابتة عن نبينا صلّى الله عليه وسلّم، فقد روى الشّيخان أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصلاة، ثمّ اضطجع على شقّك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلت، فإن متّ متّ على الفطرة، واجعلهنّ آخر ما تقول “. والنوم على الشّق الأيسر من المكروهات، وترك أدباً من آداب النّوم، وسنةً ثابتةً عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا يأثم بذلك إن شاء الله. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:” في اضطجاعه على شقّه الأيمن سرّ، وهو أنّ القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام الرّجل على الجنب الأيسر، استثقل نوماً، لأنّه يكون في دعة واستراحة، فيثقل نومه، فإذا نام على شقّه الأيمن، فإنّه يقلق ولا يستغرق في النّوم، لقلق القلب، وطلبه مستقرّه وميله إليه، ولهذا استحبّ الأطباء النّوم على الجانب الأيسر، لكمال الرّاحة وطيب المنام، وصاحب الشّرع يستحبّ النّوم على الجنب الأيمن، لئلا يثقل نومه، فينام عن قيام الليل، فالنّوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب، وعلى الجانب الأيسر أنفع للبدن “.
- الإتيان بأذكار النّوم، ومنها أن يجمع كفّيه ينفث فيهما، ويقرأ المعوّذتين، وقل هو الله أحد ثلاث مرّات، ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، ويقرأ آية الكرسي. ويقول: “اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك “، رواه أبو داود وصحّحه ابن حجر. ويقول أيضاً:” الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممّن لا كافي له ولا مؤوي “، رواه مسلم، ويقول:” باسم اللهم أموت وأحيا “. ومن الأدعية المستحبّة قبل النّوم ما أرشد إليه النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – للبراء فقال له:” إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصلاة، ثمّ اضطجع على شقّك الأيمن، ثمّ قل:” اللهم إنّي أسلمت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، والجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهنّ آخر ما تتكلم به “، متّفق عليه.
علاج الفزع من النوم
إنّ سبب الرّؤيا المفزعة والمقلقة والمحزنة هو الشّيطان، ليحزن بها نفس المؤمن، وليس بضارّه بشيئ إلا بإذن الله عزّ وجلّ. وقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال:” جاء رجل إلى النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فقال:” رأيت في المنام كأنّ رأسي قطع. قال: فضحك النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – وقال: إذا لعب الشّيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدّث به النّاس “.
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” الرّؤيا الصّالحة من الله، والرّؤيا السّوء من الشّيطان… “. والعلاج في مثل هذه الحالات من الرّؤيا هو الحفاظ على أذكار النّوم، والمواظبة عليها، وقراءتها بتدبّر وتمعّن مع الجزم بنفعها، وحفظ الله سبحانه وتعالى لقارئها.
فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:” إن كنت لأرى الرّؤيا تمرضني قال: فلقيت أبا قتادة، فقال: وأنا كنت لأرى الرّؤيا فتمرضني، متى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرّؤيا الصّالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحبّ، فلا يحدّث بها إلا من يحبّ، وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوّذ بالله من شرّ الشّيطان، ولا يحدّث بها أحداً، فإنّها لن تضرّه “، رواه مسلم. وفي رواية:”وليتحوّل عن جنبه الذي كان عليه “. ولذا روى مسلم عن أبي سلمة رحمه الله قال:” إن كنت لأرى الرّؤيا أثقل عليّ من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها “.
المراجع
- بتصرّف عن موقع اسلام ويب/ مركز الفتوى/ islamweb.net/fatwa/index.php
- تمّ تدقيق الأحاديث النّبوية عن طريق الموسوعة الحديثيّة/ dorar.net/hadith