دعاء للميت قصير
دعاء قصير للميّت
ليس هناك هدايا نقدّمها لمن أحببناهم وفارقونا غير الدّعاء لهم، والطّلب من الله أن يشملهم برحمته، وقد حثّنا رسولنا الكريم على الدّعاء للميّت، وشبّه الدّعاء بالنّور الّذي يضيء عتمة القبور، ويصل إلى الأموات كأنّه هديّة تبشّرهم بها الملائكة، وتصلهم من أحبّتهم في الدّنيا، وقد سنّ رسولنا الكريم الدّعاء للميّت عقب الصّلاة فنقول:” ربّنا ارحمنا وارحم المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات .
- عن جبير بن نفير يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: صلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول:” اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار“، قال حتى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت، رواه مسلم.
- كان النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه، وقال:” استغفروا لأخيكم وسلوا له التّثبيت، فإنّه الآن يُسأل “، رواه أبو داود.
- اللهم إنّ فلاناً بن فلان في ذمّتك، وحبل جوارك، فقِه من فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ. فاغفر له، وارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
- اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك، احتاج إلى رحمتك، وأنت غنيّ عن عذابه، إن كان مُحسناً فزده في حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه.
دعاء أهل الميّت
- قال صلّى الله عليه وسلّم:” ما من عبد تصيبه مصيبه، فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، واخلف له خيراً منها “، رواه مسلم.
- وعن أبي موسي رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:” إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي، فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنّة، وسمّوه بيت الحمد “، رواه التّرمذي وقال: حديث حسن.
- وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت إحدى بنات النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إليه تدعوه، وتخبره أنّ صبيّاً لها في الموت، فقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:” ارجع إليها فأخبرها أنّ لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجلٍ مسمّى، فمُرها، فلتصبر ولتحتسب “، متّفق عليه.
حكم الدّعاء للميّت
الدّعاء للميّت بعد الدّفن سنّة؛ لما رواه أبو داود من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:” اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ “، وصحّحه الشيخ الألبانيّ في صحيح أبي داود. أمّا الدعاء للميّت بعد الدفن بأدعية مأثورة، ثمّ قراءة الفاتحة، فلم يأتِ في الشّرع المطهّر ما يدلّ عليه.
الأعمال التي يصل ثوابها للميّت
- قضاء الدّين: لقوله -صلّى الله عليه وسلّم- لسعد بن الأطول:” إنّ أخاك محبوس بدينه، فاذهب فاقضه عنه “، رواه أحمد.
- الصّدقة الجارية: لقوله صلّى الله عليه وسلّم:” إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ “، رواه مسلم.
- ولد صالح يدعو له: قال الشّيخ الألبانيّ: ما يفعله الولد الصّالح من الأعمال الصّالحة فإنّ لوالديه مثل أجره، دون أن ينقص من أجره شيء، وذلك لما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها:” إنّ أطيب ما أكل الرّجل من كسبه، وإنّ ولده من كسبه “، أخرجه أبو داود.
- الصّوم عن الميّت: يجوز أن يصوم الوليّ عن الميت إذا مات وعليه صيام، وذلك لما ثبت من أحاديث عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:” من مات وعليه صيام صام عنه وليّه “، رواه البخاريّ.
- الحجّ والعمرة عن الميّت: يجوز الحجّ عن الميّت أو الوالدين بعد موتهما. عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ امرأةً من جهينة جاءت إلى النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت:” إنّ أمّي نذرت أن تحجّ فلم تحجّ حتّى ماتت، أفأحجج عنها قال: نعم، حجّي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا فالله أحقّ بالوفاء “، رواه البخاريّ.
الصّلاة على الميّت
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :” من شهد الجنازة حتى يصلّى عليها، فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن، فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين “، متّفق عليه.
- وعنه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:” من اتّبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنّه يرجع من الأجر بقيراطين كلّ قيراط مثل أحدٍ، ومن صلّى عليها، ثم رجع قبل أن تدفن، فإنّه يرجع بقيراط “، رواه البخاريّ.
صلاة الجنازة
- يكبّر أربع تكبيراتٍ، ثمّ يتعوّذ بعد الأولى، ثمّ يقرأ فاتحة الكتاب، ثمّ يكبّر الثّانية، ثم يصلّي على النّبي -صلّى الله عليه وسلم، فيقول:” اللهم صلِّ على محمّد، وعلى آل محمّد. والأفضل أن يتمّه بقوله: كما صلّيت على إبراهيم .. إلى قوله: إنّك حميد مجيد. ثمّ يكبّر التكبيرة الثّالثة، ويدعو للميّت وللمسلمين، ثمّ يكبّر الرّابعة ويدعو، ومن أحسن الدّعاء: اللّهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله.
دعاء صلاة الجنازة
عن أبي عبد الرحمن بن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قام -صلّى الله عليه وسلّم- على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: “ اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا، كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار “، حتى تمنّيت أن أكون ذلك الميّت.، رواه مسلم.