دافع عن نفسك
لا تخلو الحياة التي نعيشها من المنغّصات والأكدار وظروف القهر والظلم التي لا بُدّ وأن يكون أحدنا قد مرّ بها، والإنسان الناجح هوَ الإنسان الذي يمتلك القُدرة على تجاوز كلّ العقبات التي تمرّ به وأن يصنع من الليمون الحامض شراباً حُلواً مُستساغاً، وهُنا تكمن قوّة الإنسان وارادته الصلبة في درء الأثر الناجم عن الظُلم والقهر والتعدّي من الآخرين عليه، ومن الدفاع عن نفسه حالما تعرّض لمواقف شبيهة في المُستقبل من الظُلم وغيره.
الظُلم الذي يقع على الناس أنواع متعددة، فمن أهمّه الظُلم والإيذاء الجسديّ من الاضطهاد والضرب والعُنف واستخدام القوّة المُفرطة في إيقاع الأذى بالإنسان، وهذا يقع على رأس الهرم من جرائم العُنف ضدّ الانسانيّة وتحرّمه الشريعة والأعراف والقوانين الدوليّة، وأيضاً هُناك الظُلم النفسيّ الذي يقع عليك من خلال العبث بمشاعرك وتحطيم ذاتك وقُدرتك على التقدّم نحو الأفضل، ولا تقلّ خطورة الأضرار النفسيّة عن الجسديّة إذ أنّها تُلحق أثراً عميقاً كفيلاً بتحطيم حياة الانسان بالكامل، وهُناك الظُلم بأنواعه المُختلفة كالظُلم الوظيفيّ والاجتماعيّ، وكلّ هذهِ الأضرار الناجمة عن الظُلم والقهر يجب على الإنسان أن يواجهها وأن يُدافع عن نفسه لتجنّبها وتجنّب آثارها السلبيّة التي قد تقع عليه.
الدفاع عن النفس
هي سبيل يتجه اليه الواحد منا لدرء مايقع عليه من ظُلم أو خطر أو مكروه قائم أو متوقّع، والدفاع عن النفس غريزة لدى الإنسان تأتي لا اراديّا في المخاطر المُحدقة والظروف التي تضطر الواحد منّا لاستخدام أيّة أساليب مُتاحة للدفاع عن النفس، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى كيفيّة تعلّم الدفاع عن النفس للتخلّص من المكروه والظلم والخطر.
تعلّم كيف تدافع عن نفسك
- في حال كانت الأخطار والأضرار التي تقع على الإنسان هي أخطار جسديّة ماديّة كالضرب والإيذاء المحسوس، من الضروريّ أن تكتسب المهارات الجسديّة في الدفاع عن النفس كتعلّم الرياضات القتاليّة ذات الأغراض الشريفة كالتايكواندو والكاراتيّه التي يكون هدفك من تعلّمها هو درء الخطر عن نفسك وصد الأذى الذي قد يلحق بها.
- وللدفاع عن نفسك من تعرّض الآخرين لكَ بالظلم في وظيفتك أو في مُجتمعك فعليكَ أن تكتسب مهارة المُحاججة وتقديم الأدلّة الدامغة التي بها تُقيم الحجة على من يُريد ظُلمك أو الإيقاع بك وبالتالي تكون قد دافعت عن نفسك.
- التطلّع إلى القانون ودراسته بحيث تكون محامي عن نفسك، كما أن كلّ انسان يستطيع أن يكون طبيب نفسه فأنت تستطيع أن تكون مُحامياً من خلال معرفة القانون المُتبّع عندك في الوظيفة أو في الدولة بشكل عامّ وبالتالي حماية نفسك من أي تعرّض لك، فعندما تكون صاحب اطّلاع ومعرفة بالقانون تحمي نفسك وتجعل الآخرين يخشون إيذائك خوفاً من ملاحقتهم قانونيّاً ومُعاقبتهم.