خواطر عن القمر , شعر عن جمال القمر , اشعار عن الليل والقمر
قالت : صـحبـتَ الـلـيـل بـعدي والقـمـرْ
و شدوتَ شـعـراً قد سحرتَ بـه البشــــرْ
فأجبتها : لا ما شـدوتُ و ما انتشـــــرْ
صــوتـي بـغـيـر الآه يا أحـلى بشـــرْ
فـأنا الـمـتـيـّم في هــواكِ حـبـيـبـتي
وغـــدوتِ أنـتِ حبيبتي مـرمـى النـظـرْ
مـا عـــادت الـدنــيـا بــدونـكِ حلوة
مـا عــاد يـحـيـى دون رؤيـاكِ البـصرْ
أخـبـرتُ ذاك البـدر عـنـكِ فــإذْ بــه
قـد غــار منك وأنتِ أنتِ ، فمـا الـقمـرْ !
و الــلـيـل لـمّـا لـفـّـنـي بـظـلامـه
ذكــرتـُـه بســواد شعـرك فـانـحـسـرْ
قــد غـار مـنـك الكون غـيـرة غـبـطـة
فـالــعــيــن عــيـنُ غـزالـة بـرّيـة
تـرمـي السهــــام على العيـون فتنفــطرْ
و الأنــــفُ ســـيــفٌ جـامـحٌ في حدّه
لـلــكـبـريـاء زعــامـةٌ لا تـنـحـقـرْ
و شــفـاهـك الـحـمراء تـبـدو خـاتمـاً
فـإذا ابـتـســمـتِ فـقـد تبـدّت عن دررْ
و الصــوتُ تـغــريـد البـلابـل عـنـدما
تـلـقـى الأحـبّــة ثـم تــعزف بـالوتـرْ
و حــديـثـك الســلسـال يسـلب لـبّ من
يـصـغـي إليـكِ فـإذ به فــيـك انـسـحرْ
و الـــجـيـد مـمـشـوقٌ لظـبـي شـارد
يـعـلــو عـلى سـفـح الـغـرور و ينحدرْ
عــبـقُ الــورود تـسـربـتْ نـفـحـاتـه
في كــل واد فـيـه طــيــفـكِ قد حـضرْ
و الــصّـــدرُ رحـبٌ فيه دفء مـشـاعـر
و الــصّـبـر فـيكِ عـلامــة لا تنـكـسـرْ
و الـقــلـب عـصـفـورٌ بــريءٌ سـاكـنٌ
للحـب يـصـــدح مـنـشـداً بـيـن الشـجرْ
عن نور القمر
حَدَّثَ الشاعرُ عن نُورِ القَمَر
وافتِرارِ الليلِ عن ثغرِ السَحَر
عن شُمُوسٍ سَطَعت أنوارُها
تَملأ الأرضَ سُروراً والبَشَر
عن رِياضٍ فَتَحت أحضانَها
لعِناقِ الصَبِّ في ظِلِّ الشجَر
عن جمالِ الغيدِ في فِتنَتِهِ
عافَ هاروتُ الخُلُودَ المُنتَظَر
عن عُيونٍ حَلَّها سِحرُ الحَوَر
وخُدودٍ مَسَّها لُطفُ الخَفَر
وقُدودٍ قد طَغى الحُسنُ بها
جائراً جَورَ اقتِدارٍ وظَفَر
ينظُرُ الصَبُّ إِليها كَلِفاً
حَسبُهُ من نَظرَةٍ بعضُ الوَطَر
عن نُفوسٍ ظَفِرَت في عَيشِها
بالذي يرجو مُحبّ قد صَبَر
عن ليالٍ عَبَرَت ما عابَها
في التَلاقي والرِضى إِلّا القِصَر
عن أمانٍ لألأت في لَيلِها
فاز راجِيها بها قبلَ السَحَر
عن حياةِ المَجدِ والحبِّ كما
يَشتَهيها رَهطُ فرسانِ السَمَر
عن جِنانٍ وُعِدَ الخَلقُ بها
وعلى كَوثَرِها نِعمَ المَقَرّ
كلُّ هذا مُطرِبٌ تَسمَعُهُ
نفسُ مَحزونٍ فيُنسِيها الكَدَر
وأنا أَحسِبُ نفسي شاعراً
جاشَ في قلبي عزِيفٌ من وَتَر
وَتَرٌ واهٍ على ألحانِهِ
يَسكَرُ القَلب ويُفشِي ما سَتَر
ضاقَ ذَرعاً بالأسى لكنَّهُ
ظَلَّ في كِتمانِهِ حتى انفَجَر
فاسمَعُوا أناتِهِ تَروي لَكم
رَجعَ ما رَدَّدَهُ صوتُ الغِيَر
عن ظلامِ العَيشِ عن سجنِ البقا
عن فَيافي التيهِ عن ظُلمِ القَدَر
عن ليالي الوَيلِ عن قَطعِ الرَجا
عن دنوِّ البَينِ عن بُعدِ المَفّر
عن خِداعٍ عن شَقاءٍ عن شَجا
عن فِراقٍ عن دُموعٍ عن سَهَر
عن شَقيٍّ عن أبيٍّ عاثِرٍ
عن شَرِيدٍ عن نَبيٍّ مُحتَقَر
عن فقيرٍ حاسدٍ طَيرَ السَما
عن طَريدٍ ما لَهُ العُمرَ مَقَرّ
عن عَذاري بَذَلت أعراضَها
في سَبيلِ العَيش بِئسَ المُتَّجَر
عن ديارٍ بعدَ مجدٍ خَمَلَت
وبَنُوها الصِيدُ صاروا في النَفَر
ما بَقى من عِزٍّ أجدادٍ لهم
غيرُ ذِكرى مَن غَدا ضِمن الحُفَر
عن وكم من أنَّةٍ في وَتَري
في صَداها عَنعَناتٌ عن خَبَر
باطلاً تَرجُونَ لَحناً مُفرِحاً
قَطَّعَت أطرَبَ أوتاري العِبَر
فَدعُوا قلبي معَ الباكِينَ في
مأتَمِ العَيشِ على حالِ البَشَر
أنني مريضٌ ومشتاقٌ إليها
انني ألمح آثار أقدام على قلبي .
دمشقُ يا عربةَ السبايا الورديه
وأنا راقدٌ في غرفتي
أكتبُ وأحلم وأرنو إلى الماره
من قلب السماء العاليه
أسمع وجيب لحمك العاري .
عشرون عاماً ونحن ندقُّ أبوابك الصلده
والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا
ووجوهِنا المختنقةِ بالسعال الجارح
تبدو حزينةً كالوداع صفراءَ كالسلّ
ورياحُ البراري الموحشه
تنقلُ نواحنا
إلى الأزقة وباعةِ الخبزِ والجواسيس
ونحن نعدو كالخيولِ الوحشية على صفحاتِ التاريخ
نبكي ونرتجف
وخلف أقدامنا المعقوفه
تمضي الرياحُ والسنابلُ البرتقاليه …
وافترقنا
وفي عينيكِ الباردتين
تنوح عاصفةٌ من النجوم المهروله
أيتها العشيقةُ المتغضّنة
ذات الجسد المغطَّى بالسعال والجواهر
أنتِ لي
هذا الحنينُ لك يا حقوده !
. .
قبل الرحيل بلحظات
ضاجعتُ امرأة وكتبتُ قصيده
عن الليل والخريف والأمم المقهوره
وتحت شمس الظهيرة الصفراء
كنت أسندُ رأسي على ضلْفاتِ النوافذ
وأترك الدمعه
تبرق كالصباح كامرأة عاريه
فأنا على علاقة قديمة بالحزن والعبوديه
وقربَ الغيوم الصامتة البعيده
كانت تلوح لي مئاتُ الصدور العارية القذره
تندفع في نهر من الشوك
وسحابةٌ من العيون الزرقِ الحزينه
تحدقُ بي
بالتاريخ الرابضِ على شفتيّ .
. .
يا نظراتِ الحزن الطويله
يا بقع الدم الصغيرة أفيقي
إنني أراكِ هنا
على البيارقِ المنكَّسه
وفي ثنياتِ الثياب الحريريه
وأنا أسير كالرعد الأشقرِ في الزحام
تحت سمائك الصافيه
أمضي باكياً يا وطني
أين السفنُ المعبأةُ بالتبغ والسيوف
والجاريةُ التي فتحتْ مملكةً بعينيها النجلاوين
كامرأتين دافئتين
كليلة طويلةٍ على صدر أنثى أنت يا وطني
إنني هنا شبحٌ غريبٌ مجهول
تحت أظافري العطريه
يقبعُ مجدك الطاعن في السن
في عيون الأطفال
تسري دقاتُ قلبك الخائر
لن تلتقي عيوننا بعد الآن
لقد أنشدتُكَ ما فيه الكفايه
سأطل عليك كالقرنفلةِ الحمراء البعيده
كالسحابةِ التي لا وطن لها .
ميلاً كوردةٍ زرقاء على رابيه ،
أودُّ أن أموتَ ملطخاً
وعيناي مليئتان بالدموع
لترتفعَ إلى الأعناق ولو مرة في العمر
فانني مليء بالحروفِ ، والعناوين الداميه
في طفولتي ،
كنت أحلم بجلبابٍ مخططٍ بالذهب
وجواد ينهب في الكرومَ والتلال الحجريه
أما الآن
وأنا أتسكَّعُ تحت نورِ المصابيح
انتقل كالعواهرِ من شارعٍ إلى شارع
اشتهي جريمةً واسعه
وسفينةً بيضاء ، تقلّني بين نهديها المالحين ،
إلى بلادٍِ بعيده ،
حيث في كلِّ خطوةٍ حانةٌ وشجرةٌ خضراء ،
وفتاةٌ خلاسيه ،
تسهرُ وحيدةً مع نهدها العطشان .