خطط لحياتك
يعيش معظمنا حياته مرتجلًا، يتخذ قراراته ويقوم بأداء أعماله والسعي وراء تحقيق أحلامه بعشوائية، ويتوقع بكل بساطة أن ينال مراده أيًا كان، لكن ذلك لن يدوم طويلًا، ولا يجدي نفعًا، أن لا تخطط ترجمته الفعلية هي أنّك قمت بشكل مسبق للتخطيط للفشل، تحتاج الآن لكي تتوقف وتنظر إلى حياتك، هل هذا حقًا ما تريد؟ هل أنت في طريقك الصحيح؟ إن كانت إجابتك ب “لا” فأنت تحتاج لأن تبدأ من جديد، ومحاولة العمل وفق ما يوصلك لمرادك، عليك بوضع خطة استراتيجية، خطة يومية، ثم أسبوعية ثم شهرية، ومقارنة ما كنت عليه بوضعك بعد أول شهر من التخطيط، ستجد فرقًا مذهلًا، ستجد اكتسابًا جديدًا ووقتًا مهدرًا أقل، عندئذ، ستقوم بنفسك بوضع خطة سنوية فخمسية فعشرية. إنّ النجاح والامتياز هو عادة وليس أمرًا مكتسبًا. هنا ومن هذه اللحظة، ابدأ التغيير الذي تشاء، ابدأ الآن، ابدأ فيما بحوزتك الآن، وابذل كل ما تستطيع.
للحصول على خطة حية سهلة ومرتبة وبسيطة عليك بالالتزام بالخطوات التالية تدريجيًا:
- عليك أولًا بتحديد أولوياتك وأهدافك: هذه الخطوة هي اللبنة الأساسية التي ستعتمد عليها كافة الخطوات الأخرى، فعليك بتحديد اختياراتك وأحلامك وترتيبها وفق أهميتها الأهم فالمهم، يجب عليك أن تكون صادقًا مع نفسك، قد تجد هذه الخطوة صعبة، لكنّها ستساعدك كثيرًا كلما تقدم بك الوقت أثناء احرازك التقدم خلالها. حدد ما هي الأمور التي ستضعها على رأس قائمتك.
- عليك بالاستغلال الأمثل لمواردك الخاصة، قدراتك، شخصيتك، مواهبك، مميزاتك، كل ما تستطيع بذله في سبيل الوصول إلى هدفك والتمتع به. خصّص طاقتك كلها للعمل والالتزام.
- اختر أيّ طريق تناسبك أكثر، أيّ طريق تلائم توجهاتك وأفكارك، وأدخلها دون تردد، فهي بلا شك طريقك للنجاح. دافعيتك ورغبتك هم من أهم العوامل التي ستدعمك. هنا بالتحديد، ستتشكل ملامح حياتك القادمة والتغيير بناءً عليها.
- الحفاظ على حياةٍ متكاملة: قال نبينا الحبيب أنّ للجسد وللنفس وللأهل وللدين وعمل عليك حق، عليك أن توازن بين هذه الأمور، فلا تقيم شأنًا لأحدها وتخل بالآخر، فكلها مجتمعة تفضي إلى تكامل سليم لحياة جميلة متكاملة، فيها نجاحات على كافة الصعد، ولا تدع أيًا منها مهملًا متروكًا كي لا يفاجئك بكونه عائقًا أمام وصولك للنجاح الذي تبتغي.
- قيّم خطتك، ابق على تواصل مع ما أعددت، لا تنس ما هي أولوياتك وأهدافك، راقب سير حياتك وفق الخطة التي أعددت، فقد يسهل عليك اعداد الخطة المثلى، لكن الالتزام والتمسك بما قررت في لحظة حماس قد يذهب أدراج الرياح إن فقدت هذه الشرارة في لحظة ما، وينهار كل ما تعبت وبذلت جهدك وآمالك عليه.
عليك بوضع خطة واقعية، تستطيع الالتزام بها، لكن ذلك لا يعني أن تكون سهلةً لا تحتاج وقتًا للتخطيط، قدّر عملية تقدمك أكثر من الهدف الذي تسعى إليه فذلك سيحمسك لبذل المزيد من المجهود تجاه ما تريد. أنت الآن في مكانة يتمنى الكثير أن ينالوها، فالتخطيط هو الخطوة الأولى نحو النجاح.