خدعة غشاء البكارة
العذرية العربية بخيطٍ رفيع
قضية العذرية وفقدانها في قصد الحساسية في مجتمعاتنا العربية،
ولطالما أودت بحياة بنات في مقتبل السن في بلاد ينتشر فيها ما يعلم بقضايا الشرف
العذرية ودماء ليلة الزفاف ميثاق الشرف الذي تحمله كل بنت لعريسها
لتأكدّ له أنّه لم يقم بلمسها رجل قبله.
وكأن شرف العربية تقاس بما بين قدميها,
بينما أنّها يمكنها الأنثى بأن توجد عذراء, وتمارس الجنس الفموي,
او ان تكون قد دَخلَت تجارب وعلاقات كثيرة غير كاملة.
ولذلك أعتبر انّ الشرف والعذرية في الروح وليس في الجسم.
وما يجعلني أسخر هذا الاختراع الصيني الحديث،
إذ أصبح غشاء البكارة يباع في الصيدليات ومن الممكن تركيبه مثلما تركب الرموش الاصطناعية!
ولكن لنعد إلى عالمنا الأكثر قسوة ونتأمل حياة بنت إذا فقدت عذريتها لأي داع كان،
إن ذلك يقصد بسهولة عاقبة المشوار،
ودفن حلمها في تكوين أسرة أو إيجاد زوج.
وإن أعلن أمرها قتلت أو دفنت حية في بيت ذويها وعوملت بنبذ وبقسوة.
فهل هناك من تلجئ إليه؟ وهل يجوز شرعاً فعل عملية الترميم؟
وهل ضياع العذرية يقصد أن الفتاة ليست صالحة وصاحبة سلوك مشين وأخلاق سيئة؟
ولماذا لا يحافظ الرجل على عذريته ولا يقضي على أخلاقه إذا كانت له صلات جنسية قبل الزواج؟
اليس الله رحوماً وغفوراً؟ ومن منّا من دون خطيئة فاليرجمها بحجرّ!
هل يحقّ لأبٍ او لزوجٍ لو لأخٍ ان يسفك دماء بنتٍ لاغير لأنّها فقدت عذريتها,
بجهلٍ منها, او لتصديقها وعود رجلٍ احّبته, او لأي داعٍ كان.
وكيف لدوّلٍ ان تنصف القاتل وتدعه حرّاً طليقاً في الحياة مقيّمين جريمته بجريمة الشرف
في حين تركض روح ضحيةٍ تحت التراب؟ كيف للقضاء ان يرحم من لم يرحم,
ويمنحه سبباً ليتباهى بدماءٍ لطخّت يداه؟
وكيف لنقابة الصيدليات بأن تسمح بالمتاجرة بتلك الإختراعات الكاذبة والمشينة والمذلّة؟
واي حياة زوجية سيعيشها الشريكين وهما استهل رحلتهما بالغشّ!
وذلك ولم نذكر ما يحصل في عيادات الطبيب النسائي,
هناك أساليب غير مشابهة لرتق أو ترقيع غشاء البكارة،
لا تتشابه وفق كل وضعية.
من الممكن أن تكون خياطة الغشاء ذاته وصيانته وإصلاحه أو عملية تجميل كاملة
أو حتى استعمال قسم من جدار المهبل لعمل غشاء حديث.
وكما قلت الشأن لا يتشابه وفق كل وضعية وهي عملية لا تستغرق وقتاً
وتخرج المريضة من المسشفى في اليوم ذاته.
هل يحدث اللّوم على المرأة التي تكذب؟ او على المجتمع الذي اضطرها للجوء إلى اساليبٍ منحطة!؟ المرأة ثورة وليست عورة! وما عليها إلا ان تصارحها شريكها,
وهو يملك الحرية التامة بتقبلها وعدم محاسبتها على ماضٍ لم يكن هو حاضرٌ فيه,
او على تركها والبحث على بنت لم تعرف سواه ان وجد.
أصبحنا في القرن الحادي والعشرين, وصلنا إلى المريخ, تطورت حياتنا, وأصبحت أكثر سهولة بكثير,
اكتشفنا العديد من خبايا الأرض والكواكب, ولا يزال موضوع العذرية يناقش في مجتمعاتنا