حياة عثمان بن عفان
عثمان بن عفّان
كان الصّحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه من الصّحابة السّابقين إلى الإيمان بدعوة الإسلام، فقد كان رابع من أسلم من الرّجال بعد أن عرضه عليه أبو بكر الصّديق الإيمان بالرّسالة، وما إن سمع كلام رفيقه أبو بكر حتّى شرح الله صدره وسارع إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام معلنًا إسلامه، وحينما علم عمّه الحكم بن أبي العاص ابن أميّة بإسلام ابن أخيه غضب غضبًا شديدًا وقام بحبس عثمان وتقييده حتّى يثنيه عن دينه، ولكن عثمان بقي ثابتًا على دينه حتّى استيأس منه عمّه وتركه بعد أن رأى صلابته في دينه.
كان الصّحابيّ الجليل عثمان بن عفان من أفضل النّاس قبل الجاهليّة؛ حيث كان النّاس يحبونه ويثقون به ويستشيرونه في كلّ أمورهم، وقد كانت أخلاقه حسنة ولم يسجد لصنم طوال حياته فضلًا عن اجتنابه الموبقات ومن بينها شرب الخمر، وقد كان تاجر ماهرًا ذا عقليّةٍ تجاريّة فذّة يسافر إلى الشّام والحبشة من أجل تجارته.
كرم عثمان بن عفان
وفي الإسلام اكتملت أخلاق عثمان بن عفان رضي الله عنه وتزيّنت بتاج الدّين والشريعة، وقد تميّز عثمان بن عفان بخصلةٍ لم يدركه فيها أحدٌ من الصّحابة وهي الكرم والإنفاق في سبيل الله تعالى؛ ففي غزوة تبوك وتسمّى بغزوة العسرة قام عثمان بن عفان بتجهيز ثلث الجيش حتّى قال الّنبي عليه الصّلاة والسّلام عنه ما ضرّ عثمان ما فعل بعد ذلك، وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنوّرة كانت هناك بئر تسمّى بئر معونة يملكها كما قيل يهودي شجع يبيع النّاس ماءها فقام عثمان بن عفّان بشرائها منه بخمسة وثلاثين ألف درهم وجعلها وقفًا للمسلمين .
خلافة عثمان بن عفّان
بعد وفاة الخليفة الثّاني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه تولّى الخلافة من بعده عثمان بن عفان فعمل بعمل سلفه واستنّ سنّتهم وإن اختلف في بعض الأمور عنهم مثل سياسته في تعيين الولاة وسياسته في العطاء، ومن أبرز الإنجازات في خلافته استكمال الفتوحات الإسلاميّة في الأمصار؛ حيث فتحت خراسان وأرمينيّة وسجستان وأرمينية وقبرص.
وأنشئ في عهده أوّل أسطول بحري إسلامي يحمي الشّواطئ الإسلاميّة من هجمات البيزنطيين، وقد جمع عثمان بن عفان القرآن الكريم على لهجة واحدة وهي لهجة قريش، كما قام بتوسعة المسجد النّبوي .
حدثت فتنة في أواسط حكمه الذي استمر اثني عشر عامًا؛ حيث كانت نتيجة الفتنة محاصرته في بيته من قبل جماعة من الخارجين ثمّ استشهاده، وقد توفّي رضي الله عنه عن عمر يناهز اثنين وثمانين عامًا في سنة 35 للهجرة.