حياة الرسول
حياة الرسول
ولد الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم في اليوم الثامن من ربيع الأول من عام الفيل، وكان مقطوع السّرة، واقعاً على الأرض يستقبل برأسه، قابضاً بيده، ويُشير بإصبعه الشاهد، وكأنّه يسبح، وشبته أمُه بأنّه نور وخرج من جسدها، وقد أضاء له القصور الشاميّة، وكأن النجوم سوف تقع من شدة النور، وعندما علم جده عبد المطلب فرح به، وأخذه إلى الكعبة ليشكر الله عزّ وجلّ على ولادته، وتمّت تسميته باسم محمّد، ليكون أول شخص يسمى بهذا الاسم.
تُعتبر ثويبة مولاة أبي لهب هي أول مرضة للرسول بعد رضاعة أمه له بأسبوع واحد، وكانت رضعتها بلبن ابن لها يُعرف بمسروح، وكانت عادة عند العرب القدامى بأن يقومون بإرضاع أطفال ليسوا أطفالهم، فقامت حليمة بنت أبي ذؤيب من قبيلة بني سعد هي مرضة الرسول مع ابنها عبد الله، وكانت ابنتها حذافة وتلقب بالشيماء، وكانت تحضن الرسول أحياناً، واستمر محمد بالعيش معهم لمدة سنتان إلى أن فطم، وعندما ذهبت به حليمه لإعادته طلبت منه أمه بأن تستمر بحضانته؛ وذلك بسبب الخوف من إصابته بالوباء الذي أصاب مكّة في ذلك الوقت، ومن أجل البركة التي حلت على بيتها منذ مجيء محمد، وعندما أصبح في سن الرابعة أعادته إلى أمُه بعدما حدث شق في صدره، وعندما بلغ سن السادسة من عمره توفت أمُه في منطقة تعرف بالأبواء، ثم حضنته أم أيمن، وأخذته إلى عبد المطلب الذي تكفل به، إلّا أنّ جده توفي عندما كان محمد في سن الثامنة، ثم تكفل به عمُه أبو طالب.
اعتاد الرسول وهو في سن الأربعين من عمره أن يذهب إلى غار حراء، فكان يأخذ معه الشراب، والطعام، ويتأمل في خلق الله تعالى، ويقطن في هذا الغار شهراً كاملاً في كل سنة، وفي أحد الأيام نزل الوحي على الرسول، ثم ذهب إلى زوجنه خديجة وهو خائف وكان يقول زملوني زملوني حتى يذهب الخوف منه، ثم عاد إلى الغار وحدثت معه شق الصدر مرةً أخرى، بعد ذلك بدأ نزول الآيات الكريمات على رسول الله تعالى وكانت الآية التاليّة هي أول ما نزل على رسول الله [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ]، (العلق، 1-5)، ثم بدأ يدعوا أهل بيته إلى الإسلام سراً، ثم دعا إلى هذا الدين علناً بعد ثلاثة سنوات من الدعوة سراً، فآمن من آمن، وكفر من كفر، وانتشر الإسلام، وهاجر الرسول، وخاض المعراك العديدة، والغزوات، وتوفي وهو ابن الثالثة بعد الستين من عُمره.