الصباح لم يعد كما كان من قبل ، صرت لا يعنينى شىء ،
لم أعد مشوقا لمجىء المساء ، فكل مساء يتشابه مع غيره ،
لم انتبه لحضور النهار إلا بصوت الأذان الذى يخترق زجاج نافذتي ، و بعض خصلات أشعة شمس تائهة تداعب زجاج نافذتي ، صوت خرير الماء يسرى في الصباح ،
و صوت عصفور يزقزق و يعزف سيمفونية رائعة .
عيون ارهقها الرحيل منذ سنوات طويلة ، بين طياتها أسرار
تعزف على اوتار الرحيل قصة قصيرة هي قصتنا و حب لا
يرى الشمس ، رسائلك احتفظ بها و رسائل عادت تصرخ باكية
، و لكني مازلت مصرا على كتابة رسالتي الأخيرة ،
ترتعد اناملى فتندفع القهوة خارج فنجانى ، تتساقط كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف ،فوق رسالتي الحائرة
التى تزرف كلماتها دما فوق السطور ،
سماء هجرك معباة بالغيوم بسبب تدخل من أفسد علاقتنا
و أنهى قصتنا ، نبتت أشجار هجرك و أثمرت شوكا لاشوقا ،
أين انت…..؟!
أحاول إيجاد طريق اسلكه لأصل لك ؛
فقدت الراحة و الأمان في البحث عنك و عن نفسى فلم أجد نفسي و لم اجدك ، لاثبت لكي فالله يعلم انى برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، غرقت بانهار الدموع ، الملم ما تبقى منى … أشلاء مبعثرة ، أقف ثم أسقط فوق الأرض ،
تكاد تسحقنى عجلات قطار الرحيل ،و تأتى من جديد نسمات
شوق و حنين و طيفك في المساء يلاحقني فاعتزلت الحياة لأجلك ،
فأنا أسكن بواد تحفه الجبال من كل اتجاه ، و يأتي الشوق
فيشعل شرارة الحنين بفؤادي ، تتراقص فناجين القهوة فوق
الوعاء عند سماع اخبارك ، عناقيد العنب تتساقط حزنا لفقدك ،
الأيام متشابهة إلا تكبيرات و تهليلات الأعياد تنبهنى بقدومها ،
عابثة انتي بتفاصيل قصتنا ،ساعات الليل تنساب علي وجه النهار كقطرات ندى تتساقط بشغف وشوق على الزهر ،
مازلت أستنشق عطرك ، ابتسامتك ….. الشمس التي تشرق
من بين عينيك ،
تركت رصيف الانتظار و طويت صفحات الاعتذار و اخترقت كل
الأسوار ، لاقف أمامك لعلى أجد إجابات لأسئلة حائرة تستقر
بكلمة منك ، أو أجد لرسائل حيرا وطنا ،
و ما كان علي إلا أن أذهب و أسأل عنك مهما كانت العواقب
وخيمة ، سألت و عدت محملا بالحسرة و الخيبة و الندامة ،
أشعر بضيق في التنفس من هول ماسمعت ، نزلت الكلمات
على مسامعى كوابل من الرصاص أخبروني بفقدك للحياة
*انتهت القصة *