التعليمي

حماية التربة من التصحر

إن حماية التربة من الأخطار التي تحيط بها هي مسؤولية كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، فالتربة هي وسط بيئي مهم جدًا، فمن دونها فلن يكون هناك زراعة، فالتربة الخصبة هي البيئة الوحيدة التي تتم فيها الزراعة، فإذا ما فقدنا خصوبة التربة وخسرناها، فإن الزراعة ستصبح مستحيلة؛ لأن فقدان خصوبة التربة يعني فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي، والزراعة هي مصدر الغذاء والكساء للإنسان، وهي مصدر الغذاء للحيوان، فإذا تعذرت الزراعة، فإن الحياة على هذا الكوكب ستفنى، وهنا يتبين معنا الأهمية الكبيرة للتربة.
تتعرض التربة للعديد من المخاطر التي تؤثر عليها بشكل أو بآخر، والتي منها ما يتفاقم ويزداد مع مرور الزمن، ومن أهم وأشهر وأخطر هذه المخاطر: التصحر، والذي يسمى بالإنجليزية (Desertification)، والتصحر: هو عبارة عن انحطاط أو تدهور تدريجي يصيب منطقة جغرافية معينة، حيث يؤدي هذا التدهور إلى فقدان تدريجي للغطاء النباتي والتنوع الحيوي في أراضي تلك المنطقة، ويؤدي أيضًا إلى فقدان تدريجي لخصوبة التربة في تلك المنطقة، وجعلها في نهاية المطاف غير صالحة للزراعة. والأراضي الأكثر عرضة لخطر التصحر هي الأراضي الجافة والقاحلة، أو شبه الجافة وشبه القاحلة. وقد سبب هذا التصحر الكثير من الخسائر البيئية والاقتصادية الفادحة، حيث تسبب في خسارة الكثير من الأراضي الزراعية وجعلها غير صالحة للزراعة، فالتصحر هو من أكبر التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي في العالم.
للتصحر أسباب وعوامل عديدة، منها عوامل بشرية، ومنها عوامل طبيعية لا علاقة للبشر فيها، ومن أهم الأسباب الطبيعية: موجات الجفاف المتعاقبة التي ضربت العديد من المناطق حول العالم، والتي أدت إلى تصحر تلك المناطق، ومن أهم الأسباب البشرية: إزالة الغطاء النباتي عن طريق الرعي الجائر، وقطع الأشجار وإزالة الغابات، والزحف العمراني على الأراضي الصالحة للزراعة، وتجفيف المسطحات المائية وقطع مصادر المياه عن الأراضي.
وحتى يتسنى لنا مكافحة التصحر، والحد منه، ومن آثاره السيئة والسلبية على الأراضي، فإننا نحتاج إلى تظافر الجهود على المستوى المحلي للمناطق التي يهددها التصحر بالتنسيق مع الجهات الحكومية، بالإضافة لتظافر الجهود على المستوى الإقليمي والعالمي، ويتم ذلك باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى الحد من التصحر والتقليل من تبعاته، وإعادة تأهيل المناطق التي أصابها التصحر، ومن أفضل ما يمكن القيام به:

  1. تشجير الأراضي المهددة بالتصحر وتخضيرها.
  2. الحفاظ على التربة والغطاء النباتي الذي يكسوها يساهم بشكل كبير في الحد من التصحر والوقاية منه، ويتم ذلك بإصلاح الأراضي، وإيقاف الرعي الجائر، وحماية التربة من التلوث والتملح.
  3. التقليل من استنزاف الموارد المائية في الأراضي.

زر الذهاب إلى الأعلى