حلف الشمال الاطلسي
تأسس حلف شمال الأطلسي كمنظمة بعد الحرب العالمية الثانية وذلك في عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعون؛ أما كلمة الناتو فهي اختصار لأول حرف من أربع كلمات باللغة الإنجليزية لاسم حلف شمال الأطلسي؛ تشكل هذا التنظيم لأجل هدف واحد هو حماية الدول المشكلة له من أي تخل خارجي عسكري عليها وذلك عن طريق تشكيل قوات من مختلف الدول المشاركة مزودة بعتاد عسكري وأدوات حربية تدعمه وتشكل منه قوة رادعة، كما انه تشكل نتيجة معاهدة شمال الأطلسي واتخذ من مدينة بروكسل في بلجيكاً مقره.
وُقعت معاهدة شمال الأطلسي لتنبئ عن ولادة هذا التنظيم في الرابع من شهر إبريل في نهاية العقد الخامس من الألفية الثانية؛ فكتبت المعاهدة بلغتين هما الفرنسية والإنجليزية، حيث كانتا ذوات اعتماد رسمي لهذا التنظيم، وتقدم هذه المنظمة الدعم والمساندة لدول غير أعضاء فيه تسمى بدول حليفة رئيسية مع حلف شمال الأطلسي.
السبب الخفي في تشكيل هذا الحلف كان رداً للإمتداد السوفييتي في أوروبا إثر الحرب العالمية الثانية، ويعتبر حلف شمال الأطلسي التحالف الأقوى في إقليم الأطلسي والعالم.
كانت نواة حلف شمال الأطلسي مكونة من اثني عشر دولة، إلا أنه أخذ في التوسع حتى زاد تدريجياً، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الأوحد المسيطر على هذا الحلف؛ وخلق تشكيل هذا الحلف في الكتلة الغربية المتمثلة بالقطب السوفيتي حفيظة ما جعله يقوم بتشكيل حلف معاكس له أسمي ب وارسو، لكنه تفكك بعد تفكك الإتحاد السوفييتي، ولجأت عدة دول إثر هذا التفكك إلى الإنضمام لحلف شمال الأطلسي؛ علما بأن بعض الدول طلبت بشكل رسمي الإلتحاق بهذا الحلف، ودول أخرى تم إرسال دعوة لها للإنضمام للحلف.
كان للحلف دور هام في المشاركة بعملية حفظ السلام والأمن الدولي عقب الحرب العالمية الثانية، ومثال على ذلك مشاركته في الصراع القائم في البوسنة، وقام بنشر مجموعة من قواته لضمان استتباب السلام هناك، وعمل على توجيه ضربات عسكرية إلى دولة يوغوسلافيا.
إن وجود حلف الناتو الذي لازال قائماً حتى اليوم لم يضع على أجندته أي هدف محدد بعد انهيار الحلف الذي شكله الاتحاد السوفيتي الذي انتهى بتفككه، سوى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين بما يتحقق ويتوافق مع مصلحة القطب المهيمن عليه المتثمل بالولايات المتحدة.
يسعى حلف شمال الأطلسي كركيزة أولى ذات أولوية بالنسبة له إلى الإمتداد والتوسع وضم المزيد من الدول الأعضاء، الأمر الذي أثار قلق روسيا ما دفع حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكا لتشكيل مجلس يشترك مع روسيا في اتخاذ قرارات مشتركة، ما شكل لروسيا الإتحادية -حالياً- بعضاً من أجواءالطمأنينة والهدوء في المناطق المحيطة بها التي انضمت لدول حلف شمال الأطلسي.
تشتمل أجندة مجلس الناتو على هدف أوحد وهو مواجهة الإرهاب الدولي الذي ظهر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
