حفظ الله سيدنا موسى عندما تبعه فرعون
بنو إسرائيل
تعرّض بنو إسرائيل إلى محنة شديدة أثناء إقامتهم في مصر، فقد تولّى حكم مصر واحد من أطغى الحكّام عبر التّاريخ وهو فرعون، وقد سنّ هذا الفرعون قوانين تعسّفيّة ضد بني إسرائيل في مصر وخاصّة عندما بلغته أخبار أنّه سيخرج منهم رجل يكون هلاكه على يده، ومن بين القوانين الصّارمة التي فرضها فرعون على بني إسرائيل أنّه كان يستعبد رجالهم في أعمال السّحرة، وكان يقتل مواليدهم ويبقي على نسائهم أحياء ليخدموا النّاس في البيوت، وقد كان هذا الحال واحدًا من الاختبارات التي تعرّض لها بنو إسرائيل، والتي كانت سببًا لأن يمكّن الله سبحانه لهم في الأرض، ويمنّ عليهم بالخلاص من الظّالمين، فكيف كانت نجاة موسى وقومه من فرعون وجنده؟ وكيف أهلك الله الظّالمين؟
بعد أن اشتدّ الأمر ببني إسرائيل أوحى الله تعالى إلى نبيّه موسى عليه السّلام أن يذهب وأخوه إلى فرعون فيذكّرانه بالله ويطلبان منه أن يرسل معهم بني إسرائيل، وحينما أتوه لم تجد كلماتهم آذانًا صاغية عند فرعون؛ حيث أمعن في طغيانه وتكبّره ورفض أن يجيب موسى وأخاه لما طلباه، فخرجا من عنده ليأتي الوحي إلى موسى عليه السّلام بضرورة الاستعداد والتّهيؤ للخروج ليلاً من مصر والنّجاة من القوم الظّالمين.
حينما حان موعد الخروج من مصر وأعدّ القوم عدّتهم سار موسى بقومه باتجاه الأرض المقدّسة التي كتبها الله لهم حينئذ، وفي الطّريق بدأت مشاعر الخوف والقلق تنتاب قوم موسى خاصّةً عندما بلغهم أنّ فرعون يحشد جنده من أجل اللّحاق بهم، وقد بدأ الخوف والهلع يدبّ في صفوف قوم موسى عندما وصلوا إلى اليمّ ليجدوه سدًّا من أمامهم، ومن خلفهم تقف حشود فرعون وجنده، فقال بعض النّاس إنّا لمدركون فكان رد النّبي موسى عليه السّلام أن قال بلسان النّبي المؤمن بنصرة الله تعالى له كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين.
أوحى الله تعالى لنبيّه الكريم بأن يضرب بعصاه اليمّ فكانت المعجزة الباهرة والآية العظيمة في انفلاق اليمّ إلى فرقتين كلّ منهما كانت كالجبل الكبير، وبينها كانت اليابسة والطّريق الممهّد الذي سار عليه موسى وقومه، وعندما وصل فرعون وجنده إلى اليمّ ووجدوه كذلك أرادوا أن يعبروا من خلال هذا الشقّ العظيم، ولكن جاء أمر الله تعالى لليمّ بأن يعود كما كان لتقوم المياه العاتية بإخراج فرعون وقومه في موقف أظهر الله فيه الحقّ المتمثّل بموسى وقومه، وأزهق فيه الباطل المتمثّل بفرعون وجنده .