حسن الخلق
- ١ ما معنى حسن الخلق
- ٢ صفات المسلم حسن الخلق
- ٣ أحاديث عن حسن الخلق
- ٤ المراجع
ما معنى حسن الخلق
إنّ معاملة النّاس بالأخلاق الحسنة تكون من خلال معاملتهم بما يحبّ الإنسان المسلم أن يعاملوه، وذلك ممّا هو مباح شرعاً، وبأن يحمل نفسه على معاشرتهم بكلّ ماهو جميل في المعاشرة، وذلك من خلال طلاقة الوجه، ولين ولطف الجانب، والتلطف في سياستهم، ومقابلة السّيئة بالحسنة، وغير ذلك.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” اتّق الله حيثما كنت، وأتبع السّيئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن “، رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وحسّنه الألباني، وقال في تحفة الأحوذي:” وخالق النّاس أمر من المخالقة، مأخوذ من الخلق مع الخلق؛ أي: خالطهم وعاملهم بخلق حسن، أي: تكلف معاشرتهم بالمجاملة في المعاملة وغيرها، من نحو طلاقة وجه، وخفض جانب، وتلطف وإيناس وبذل ندى وتحمل أذى، فإنّ فاعل ذلك يرجى له في الدّنيا الفلاح، وفي الآخرة الفوز بالنّجاة والنّجاح “.
وقال المناوي في فيض القدير:” أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة من نحو طلاقة وجه، وحلم، وشفقة وخفض جانب، وعدم ظنّ السّوء بهم، وتودّد إلى كلّ كبير وصغير، وتلطف في سياستهم مع تباين طباعهم. يقال: فلان يتخلق بغير خلقه؛ أي: يتكلف وجمع هذا بعضهم في قوله: وأن تفعل معهم ما تحبّ أن يفعلوه معك، فتجتمع القلوب وتتّفق الكلمة، وتنتظم الأحوال وذلك جماع الخير وملاك الأمر “.
وفي شرح الأربعين النووية:” وقوله:” وخالق النّاس بخلق حسن “، معناه: عامل النّاس بما تحبّ أن يعاملوك به، واعلم أنّ أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وحسن الخلق من صفات النّبيين والمرسلين وخيار المؤمنين، لا يجزون بالسّيئة السّيئة بل يعفون ويصفحون ويحسنون مع الإساءة إليهم “.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:” وقد روي عن السّلف تفسير حسن الخلق، فعن الحسن قال: حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال “، وعن الشّعبي قال:” حسن الخلق البذلة والعطيّة والبشر الحسن، وكان الشّعبي كذلك، وعن ابن المبارك قال:” هو بسط الوجه وبذل المعروف وكفّ الأذى “، وقال الإمام أحمد:” حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحقد “، وعنه أنّه قال:” حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من النّاس.
وقال إسحاق بن راهويه:” هو بسط الوجه وأن لا تغضب “، وقال بعض أهل العلم:” حسن الخلق كظم الغيظ لله، وإظهار الطلاقة، والبشر إلا للمبتدع والفاجر، والعفو عن الزّالين إلا تأديباً، وإقامة الحدّ، وكفّ الأذى عن كلّ مسلم ومعاهد إلا تغيير منكر، وأخذاً بمظلمة لمظلوم من غير تعدّ “. (1)
صفات المسلم حسن الخلق
إنّ للمسلم حسن الخلق صفاتاً خاصّةً يتحلي بها، ومنها:
- حسن الخلق مع الله، فهم يرضون بحكم الله في السّراء والضرّاء، وعدم الأسى والحزن، وأنّهم مواضبون على الصّلاة، لأنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
- لا يشمت بغيره، ولا تخرج منهُ كلمة سوء، ولا يجرح أحداً ولو بكلمة صغيرة، فهو يعامل النّاس بكلِّ طيب وبأخلاق.
- صبور، ولا يشتكي من المشاكل التي يمرُّ بها، فهو يعلم أنّ الله تعالى هو الأحقّ بأن يشكو لهُ همّهُ وحزنهُ.
- لا يزني، حيث أنّ شرفاء النّاس هم وحدهم الذين يحافظون على فروجهم، ولا يزنون، ويبغونها بالحلال فلهم تاج الشّرف.
- لا يفعل المنكرات، لأنّ الإنسان الذي يتميّز بحسن الخلق لا يشرب الخمر، ولا يتعاطى المخدّرات، لأنّ ذلك يضرّ نفسهُ أو يضرَّ سمعتهُ.
- قليل الكلام وحسن المنظر، ولا يتكلم إلا بما يفيد به دينه، ودنياه، وآخرته، ولا يتكمل بأعراض النّاس، ولا يطعنهم في شرفهم.
- أرقى النّاس، وأحسنهم خلقاً، وهم أقلُّهم حديثاً عن النّاس، ولا يتكلّمون في أعراض النّاس وأفعالهم، ومن أحسنهم ظنّاً بالنّاس، ولا يأخذون الأمور من باب الخباثة، بل من باب الطبية، ويحسنون الظنَّ بمن حولهم.
أحاديث عن حسن الخلق
إنّ الدّين الإسلامي هو دين عظيم، وقائم على أساس مكارم الأخلاق، ومحاسنها، فقد روى البيهقي أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق “، والبرّ الذي هو كلمة جامعة لمعاني الدين قال عنه النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” البرّ حسن الخلق “، رواه مسلم، وقد وصف الله عزّ وجلّ نبيّه – صلّى الله عليه وسلّم – وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال جل وعلا:” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ “، القلم/4.
ومن الأحاديث التي وردت في ذكر حسن الخلق ـ وهي كثيرة ـ ما وراه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً أنّ معاذ بن جبل قال:” آخر ما أوصاني به رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: أحسن خلقك للنّاس يا معاذ “، وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم “، وقال صلّى الله عليه وسلّم:” إنّ من أحبّكم إلي وأقربكم منّي مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً “، رواه الترمذي، وقال صلّى الله عليه وسلّم:” ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق “، رواه أصحاب السّنن. (2)
المراجع
(1) بتصرّف عن فتوى رقم 124222/ ماهية الخلق الحسن/ 30-6-2009/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ .islamweb.net
(2) بتصرّف عن فتوى رقم 54751/ أحاديث نبوية تدعو إلى حسن الخلق/ 18-10-2004/مركز الفتوى/ إسلام ويب/ .islamweb.net