حدوث البرق والرعد
يعتبر البرق والرعد أحد الظواهر التي ارتبطت لدى العديد من الناس في كثير من الحضارات بأمور كبيرة كالآلهة أو الغضب أو غيرها وهي تعتبر أحد الظواهر التي تسبب الخوف لدى العديد من الناس فالكثيرون يخافون الخروج من المنزل أو الجلوس لوحدهم عند سماع صوت الرعد على وجه التحديد، إلّا أنّها تعتبر أحد الظواهر الطبيعية التي تحدث على سطح الكوكب والتي قام العلم الحديث بتفسيرها تفسيراً علمياً كاملاً.
ويعتبر البرق والرعد حدثان مرتبطان مع بعضهما البعض مع أننّا نلاحظهما بشكل منفصل، فيحدث البرق عند تفريغ الشحنات بشكل مفاجئ من السحابة خلال العاصفة الكهربائية فتنطلق الكهرباء على شكل تيار في الجو ويكون البرق مصحوباً مع الرعد فهما حدثان مترابطان ويعودان إلى تفريغ الشحنات ذاته، فيعود مصطلح البرق إلى الضوء الباهر الذي يحدث عند تفريغ الشحنات في الجو أمّا الرعد فيرجع إلى الصوت الذي يصحب تفريغ الشحنات في الجو ولهذا السبب نسمع صوت الرعد في العادة بعد وقت طويل من مشاهدتنا للبرق إذ إنّ الرعد يعتبر صوتاً أما البرق فهو ضوء وكما نعلم أن الضوء أسرع بكثير من الصوت لذا عندما يحدث تفريغ الشحنات على بعد آلاف الأمتار في الجو نرى الضوء بشكل مباشر أا الصوت فيتتطلب وصوله وقتاً أكثر.
ولا يحدث البرق في العادة بالشكل ذاته إذ أنّه يوجد ثلاث أنواع للبرق يتم تصنيفها بحسب المكان الذي ينتهي إليه البرق، فالأول هو الذي يحدث في الغيمة ذاتها فتنطلق الشحنات الكهربائية في داخل الغيمة نفسها فتنطلق الشحنات من منطقة في الغيمة إلى منطقة أخرى في الغيمة ذاتها دون الوصول إلى الأرض، أمّا الثانية فهي الذي تحدث بين غيمتين منفصلتين فتنطلق الششحنات من غيمة إلى غيمة مجاورة لها.
أمّا النوع الثالث والأكثر انتشاراً بين الناس فهو الذي يحدث ما بين الغيوم وسطح الأرض والذي يتم الإشارة إليه عادة بمصطلح “الصاعقة “، فتعتبر الصعقة من أكثر أنواع البرق خطورة لأنها تقوم بتفريغ الشحنة في الأرض والتي قد تسبب الوفاة عند اقترابها من البشر أو تدمير الممتلكات أو حرائق الغابات في بعض الأحيان، كما أنّها تشكل خطورة على الطائرات أيضاً إذ أنّه عندما تم وضع تصاميم الطائرات في السابق والمعايير لها لم يتم أخذ الصواعق بعين الإعتبار حتى تحطمت طارة شراعية في عام 1999، كما أنّه من الممكن أن تحدث الصاعقة بشكل عكسي من الأرض إلى الغيوم وهو ما يحدث عندما يتم حثّ ناطحات السحاب بشحنة موجبة عن طريق الغيوم السالبة الشحنة.