حب المذاكرة
يطمح العديد من الناس إلى التفوق الدراسي في جميع مراحل الدراسة، والتفوق الدراسي سبيله واضح ومعروف وهو المذاكرة ودراسة المواد التعليمية، فالمذاكرة هي الوسيلة الأهم والأنجح في الوصول إلى التفوق العلمي المنشود، ولا يمكن أيضاً إنكار دور المعلم في التفوق ودور القراءة وإثراء المعلومات، إلا أن المذاكرة هي العلمية التي بها يتم ترسيخ وتثبيت كافة المعلومات المكتسبة من خلال الوسائل المختلفة لعملية التعلم، ومن هنا كان ضرورياً أن يهتم طلاب العلم والتفوق في عملية المذاكرة لما لها من فوائد إيجابية متعددة عليهم وعلى مستقبلهم إن كانوا معتقدين أن التفوق الدراسي هو الذي سيفتح لهم الآفاق والأبواب المغلقة في المستقبل.
يكره العديد من الناس المذاكرة، بسبب مللها وتقييدها لحرية الإنسان، حيث تمنع المذاكرة الإنسان عن ممارسة الأنشطة التي يرغب بها والتي يحبها والتي يطمح إليها، ولكنهم وفي الوقت نفسه يحبون أن يروا أنفسهم متفوقين ولكنهم لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً.
حتى يحب الإنسان المذاكرة ويبدع في دراسته وتعلمه ويتفوق علمياً في مجال دراسته يتوجب عليه أولاً أن يحب الدراسة التي يدرسها وأن يوقن بأن هذه المذاكرة هي مجرد مرحلة عابرة بعدها لن يكون مضطراً للعودة مرة أخرى ودراسة نفس الموضوع إلى في سبيل التأكد فقط من المعلومات أو إذا كان هذا الموضوع من المواضيع الأساسية التي سيبنى عليها ما هو أكبر منها لاحقاً. كما أن المذاكرة لا يجب أن تكون لأوقات طويلة، فإن لجسدك عليك حقاً، لهذا يتوجب أن لا تزيد عن ساعتين بشكل متصل وبلا أي انقطاع ثم وبعدها يجب أن يأخذ الإنسان قسطاً جيداً من الراحة، وحتى يكون مرتاحاً في دراسته، يتوجب عليه أن يبدأ بالتحضير للامتحان ودراسته قبل الموعد بفترة جيدة، حتى لا يكون ملحوقاً في الوقت، فإن شعر الإنسان أن وقت الدراسة غير كاف، عندها سيبدأ تلقائياً بالملل وبإهمال النقاط الحساسة مما سيجعله غير قادر على أن النجاح والتفوق. وفي أوقات الراحة التي سيضعها لنفسه بعد كل ساعتين من الدراسة المتصلة يتوجب عليه أن يرتاح فيها راحة جيدة بحيث يمارس أعمالاً يحبها ولكن يجب أن لا تكون هذه الأوقات طويلة فلا يجوز لها أن تزيد عن 15 – 20 دقيقة، بحيث يستعيد الإنسان نشاطه ويعود من جديد، ولا ضير من أن يأخذ فترة من الراحة تتراوح ما بين الساعة والساعة والنصف لكل سبع ساعات أو ثمان ساعات من الدراسة.