حاطب بن أبي بلتعة سفير رسول الله والرسالة الخائنة
حاطب بن أبي بلتعة اللخمي صحابي جليل [35ق. هـ – 30 هـ]، وسفير رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم مصر، من أوائل الصحابى الذين دخلوا في الإسلام شهد بدر وجميع الغزوات مع رسول الله وقد ابلى فيها بلاءً حسنا، وهاجر إلى يثرب مع رسول الله، عند قيام الرسول بالإعداد لفتح مكة بعث برسالة تحذيرية لهم مع امرأة، وعند مواجهة الرسول له، اعترف وقال : كان بمكة قرابتي وولدي، ولما أراد عمر بن الخطاب أن يضرب رأسه جزاءً لفعلته نهاه رسول الله إكرامًا لغزوة بدر التي شهدها حاطب وعفا عنه.
من هو حاطب بن أبي بلتعة ؟
هو صحابي جليل كان يمتهن تجارة الطعام في الأسواق، وكان ميسور الحال، كان حاطب من أوائل الصحابة الذين دخلوا في الإسلام وهاجر إلى يثرب مع رسول الله الذي أخى بينه وبين رخيلة بن خالد الأنصاري، شهد حاطب غزوة بدر وأبلى فيها بلاءً حسنا، وشهد جميع الغزوات بعدها مع رسول الله، حيث كان من الرماة، أرسله رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم مصر يدعوه للإسلام وذلك في عام 6هـ، وقد أحسن المقوقس استقباله وأرسل معه مارية القبطية وأختها سيرين هدية للنبي صل الله عليه وسلم.
ويروي المؤرخون عن صفات وشكل حاطب أنه كان حسن الجسم أي متناسق الجسم ليس بالسمين ولا بالرفيع، وكان يميل إلى القصر وبه حدب ويتميز بأصابع غليظة، كان حاطب من الرماة في الغزوات والفتوحات الإسلامية، توفى حاطب بن أبي بلتعة عام 30 من الهجرة عن 65 عامًا وقد صلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه وترك ثروة تقدر بأربعمائة دينار ودار تركهم إرثًا لبنيه رحمه الله.
رسالة تحذير لأهل مكة :
عندما أراد رسول الله فتح مكة وعرض الأمر على أصحابه لم يجرؤ حاطب على اعتراض امر رسول الله ولكن أهله وعياله موجودين هناك، فظل يفكر ويفكر في حيلة ينبه بها أهل مكة قبل قدوم النبي حتى جاءته الفكرة فقام بكتابة رسالة وأعطاها لامرأة حتى تذهب بها على أهل مكة، وبالفعل ذهبت المرأة في طريقها، علم الرسول بما فعل حاطب فأرسل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وقال لهما : انطلقا حتى تدركا المرأة معها كتاب فأتياني به، فانطلقا كلًا منهما بحثًا عن المرأة حتى وجداها وهدداها حتى اعترفت وأخرجت الرسالة من شعرها، وعاد كلًا من علي والزبير بالرسالة لرسول الله الذي استدعى حاطبًا لمواجهته بالأمر ومعرفة سبب هذه الخيانة.
مواجهة حاطب بالرسالة :
أرسل الرسول في استدعاء حاطب وما أن حضر حتى واجهه الرسول برسالته التحذيرية إلى أهل مكة، فاعترف أنها له، فقال له النبي : ما حملك، أي ما الدافع لارتكاب هذه الخيانة، فقال : كان بمكة قرابتي وولدي وكنت غريبًا فيكم معشر قريش، وما أن سمع عمر بن الخطاب كلمات حاطب حتى استشاط غضبًا قائلًا : ائذن لي يا رسول الله في قتله، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : لا، إنه قد شهد بدرًا وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم، فإني غافر لكم، وعفا عنه رسول الله إكرامًا لحضوره غزوة بدر الكبرى أولى غزوات رسول الله صل الله عليه وسلم والتي كانت مصدر عزة وفخر للمسلمين.