جميل بن معمر
- ١ جميل بن معمر
- ٢ أسباب شهرته ونشأته
- ٣ شعره في بثينة
- ٤ الدولة الأموية وجميل بن معمر والشعراء
- ٥ مصر وجميل بن معمر
جميل بن معمر
جميل بن عبدالله بن معمر العُذْرِي شاعر عربي وروائي من شعراء العصر الأموي وكان يلقب (أبا عمرو) وكان يعرف عنه فصاحة لسانه، والجود، والباسلة، وكان يكتب أغلب شعره بصاحبته (بثينة) واستمر يقول بصاحبته حتى وفاته المنية في مصر في العام الثاني بعد الثمانين للهجرة.
أسباب شهرته ونشأته
كان وهو طفل صغير يحب فتاة من نفس قبليته (قبيلة عذرة) وكانت تدعى (بثينة بنت حيان) وهي ابنة عمه، فلما كبرا تقدّم لخطبها فرفض أبوه (حيان بن ثعلبة العذرية) جميل بن معمر، فألهب رفض أبيه زواجه من “بثينة” حبه وزاد تعلّقاً بها فأصبح يؤلّف أبيات الشعر التي تعبّر عن هذا الحب والافتتان بها وبدأ الناس بالحديث عن قصة حب “جميل بن معمر، وبثينة”.
عاش في قبيلة عذرة التي تقع في وادي القرى يقع هذا الوادي بين المدنية وبلاد الشام، ويوصف بأنه مكان هادئ وجميل ومناسب ليخرج منه الشعراء والرواة حتى أطلق عليها لقب قرية العشاق
شعره في بثينة
ألّف الكثير من أبيات الشعر التي تدلّ على حبه وتعلقّه بحبيبته بثينة فقال من الشعر حتّى وصل الشعر إلى مسامع أبيه فقرّر تزويجه لأخرى حتى يتوقف جميل بن معمر عن قول الشعر في بثينة ابنة عمه، لكن ما كان منه إلّا أن زاد في قول الشعر وكان يقوم بلقائه فلامه الناس على ذلك ولكن لم يتوقف فشكاه عمه إلى الوالي فاهدر دمه وهام في البلاد يقول الشعر وفي أحد الأبيات يقول:
- يهواك ما عشت الفؤاد وإن أمت
- يتبع صداي صداك بين الأقبر
ظلّ جميل بن معمر يطوف في البلاد العربية وكان يقوم بزيارة قبيلته بالسر كلما استطاع بمساعدة أخيه الذي كان يساعده على زيارة القبيلة ورؤية بثينة، وفي أحد الأيام طلب جميل بن معمر من صديقه أن يعدّ لقاءً مع بثينة فسأله عن علامة يقولها لكي تعرفه فقال له قل:
- وَقُلتُ لَها يا عَزَّ أَرسَلَ صاحِبي
- إليك رسولاً والرسول موكل
- بَأَن تَجعَلي بَيني وَبَينَكِ مَوعِداً
- وأن تأمريني بالذي فيه أفعل
فعرفت بثينة بأنّها أبيات جميل بن معمر فوافقت وتقابل حتى شقق الصباح عليهم وهما بالوادي، ويعتبر غزل جميل ببثينة من نماذج الشعر الغزلي العفيف، ومن أرقّ الكلمات التي وصفت الحب الطاهر بكلمات منمّقة فكان لا يذكرها في بيت دون أن يذكر كرم أهله وبيته رغم رفضهم لأن يتزوجه.
الدولة الأموية وجميل بن معمر والشعراء
كان للدولة الأموية الدور الأكبر في زيادة اهتمام الأدباء بتطوير أدائهم، ويختلف الشعر في العصر الأموي عنه في العصر الجاهلي فكان شعراء الدولة الأموية يلتزمون بتعاليم الدين الإسلامي، وكان الشعراء يتبارون فيما بينهم، وكان أمراء الدولة الأموية يقدّمون الهدايا القيمة والذهب للشعراء الفائزين، وكان يمتاز شعر العصر الأموي بالرقّة، والعذوبة لطبيعة البيئة المحيطة بالدولة الأموية فكانت بلاد الشام موطنه وتشتهر بلاد الشام بالطبيعة الجميلة التي تشجع على قول الشعر والصدح به، وقد شهد العصر الأموي ظهور الشعر السياسي الذي يقوم على مدح رجال الدولة في المناصب العليا وساعد على بروز هذا النوع من الشعر “السياسي” ظهور (الخوارج، والشيعة، الهاشمين) ومنافستهم على الظفر بالحكم، وقد ازدهرت عدة أنواع شعرية في العصر الأموي:
- الغزل الصريح (سبب إزدهاره حياة الثراء الفاحش التي كان يعيشها الشعراء).
- الغزل البدوي (سبب إزدهاره حياة البادية الهادئة وبعد العرب عن القتال فيما بينهم).
- الشعر التنافسي (اشتهر به الجرير والفرزدق).
مصر وجميل بن معمر
عاش في مصر بعد أن قال في واليها عبد العزيز بن مروان أبيات من الشعر التي تمتدح عدله، وحكمته، وراجحة عقله، فطلب والي مصر لقاءه فوافق جميل بن معمر وجلس بين يدي الوالي، فطلب الوالي أن يقول الشعر فزاد الوالي في طلبه واستمر يقول الشعر حتى ذكر شعراً في بثينة فسأل عن قصة هذه الأبيات فسرد “جميل بن معمر” القصة، فطلب منه أن يقول الشعر فيه حتى أمر الوالي ببيت له وعاش في مصر معظم حياته إلى رحل عن هذه الحياة في العام82 هجري.