جرثومة !!
*لم أنشغل كثيراً بسلام فرقاء الجنوب أمس..
*ليس عزوفاً عن السلام – وحباً في الحرب – وإنما بسبب الجرثومة..
*الجرثومة التي ما زالت تنشط في منطقة شرق ووسط أفريقيا..
*وتقاوم – بعناد – المضادات الحيوية (العصرية) كافة..
*وهي بالمناسبة؛ المنطقة الأقل تطوراً كروياً في كل قارة أفريقيا أيضاً..
*وبطولتها (سيكافا) لا قيمة لها – ولا لكأسها – رياضياً..
*إلا بمقدار قيمة انتخاباتها الرئاسية ذات النسبة المئوية (التسعينية)..
*بينما غالب دول شمال وغرب وجنوب القارة تكافح الجرثومة..
*ومن ثم تطورت سياسياً… وتنموياً… ورياضياً؛ إلى حد كبير..
*ولعل طبيعة الجرثومة قد عُرفت الآن؛ إنها التي تسبب مرض (الكنكشة) السياسية..
*انظروا إلى الأعمار الزمنية و(السلطوية) لرعاة هذا السلام..
*ليس بينهم من لم يتجاوز (خبرة) ثلاثين عاماً حكماً إلا نائب رئيس وزراء إثيوبيا..
*وسلفاكير ليس استثناءً من هذا المرض (اللعين)..
*فلولاه لما كانت هنالك أصلاً مشاكل… وخلافات… وحروب… في دولته الوليدة..
*وما دامت هذه الجرثومة موجودة بداخله فلن يستمر السلام..
*وستذكرون ما أقول؛ بعد أيام… بعد أسابيع… بعد شهور..
*وإن حدثت المعجزة؛ فبعد عام… ولن تحدث..
*فالجرثومة لا تتعايش مع سلام ينتقص من (شهوة السلطة المطلقة)..
*ولكن يمكن أن ينجح هذا السلام في حالة واحدة..
*وهي أن يرضى معارضو الجنوب بمثل الذي رضي به بعض أمثالهم هنا..
*أي؛ لا تفتح فمك إلا لتأكل… ثم تمسحه… ثم تحمد به وتشكر..
*ولا أظن أن مشار – والآخرين – يتحلون بكل هذا القدر من فضيلة (القناعة)..
*لا يمكن أن يجلسوا داخل البرلمان مثل (الطُرش في الزفة)..
*ولا أن يننطوا… ويبشروا… ويهيصوا… مثل عبد الرحمن الصادق..
*ولا أن (يلبدوا) في مكاتبهم – لا حس لا خبر – مثل الميرغني الصغير..
*ولا أن يحاولوا عبثاً (تصديق) الدور مثل مبارك الفاضل..
*ولا أن يضحكوا (بس) مثل تابيتا بطرس..
*ومهما يكن فإن (إيغاد) بذلت جهداً مقدراً في سلام الجنوب… ومعها الخرطوم..
*وليس ذنبها – بعد ذلك – إن لم يصمد هذا السلام طويلاً..
*وإنما الذنب ذنب الجرثومة التي تجعل الرؤساء (يقعدون ولا يقومون)..
*وتقعد – لقعدتهم – عوامل النهضة كذلك… ولا تقوم..
*ونستثني من ذلك إثيوبيا التي استثنينا نائب رئيس وزرائها… المستثنى هو نفسه..
*فما أن تعافت هذه الدولة من الجرثومة حتى نهضت..
*نهضت سياسياً… وتنموياً…واقتصادياً… وحضارياً؛ في زمن قياسي..
*وليتها صدَّرت إلينا هذه العدوى الحميدة بدلاً من أخرى خبيثة..
*وهي المسماة جرثومة المعدة الحبشية..
*ولها علاج…على أية حال !!!.