ثمرة الاستغفار
التوبة والاستغفار
التوبة والاستغفار رحمةٌ وبابٌ عظيمٌ من أبواب الإقبال على الله تعالى والرجوع إليه، فلولاهما لاستمرّ الإنسان في فعل معاصيه ولقنط من رحمة الله في غفران ذنبه؛ فليس هناك إنسانٌ مَعصومٌ ولا يُذنب، فمنذ بدء الخليقة عصى سيّدنا آدم عليه الصلاة والسلام ربه، حيث أغواه الشيطان ووسوس له بأن يأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، ولكنه ما لبث أن نَدم واستغفر، فغفر الله تعالى له.
آياتٌ كريمة في التوبة والاستغفار
- قال تعالي في محكم التنزيل: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ) سورة هود – آية 3
- وقوله أيضاً: (يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً) سورة التحريم – آية 8
- وقوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) سورة الأنفال – آية 33
الفرق بين التوبة والاستغفار
الاستغفار هو دُعاء المولى عزّ وجل وطلب المغفرة منه، فيستر الله ذنب العبد في الحياة الدنيا، ولا يُحاسبه عليه يوم القيامة. قال الغزالي: الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح، والذنوب من جملة القبائح التي سترها بإسبال الستر عليها في الدنيا، والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة؛ فالاستغفار يجب أن يتمّ بحضور القلب والعقل والصّدق في ذلك، ولا فائدة من الاستغفار فقط باللسان والجوارح مصرّةٌ على اقتراف الذنوب
التوبة هي الرجوع والإقلاع عن الذنوب مع الندم، ومن ثم التزام الطاعات؛ فللتوبة شروطٌ خمسةٌ: الإخلاص لله تعالى، ومن ثمّ الندم والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى، والإقلاع فوراً عن المعصية، والنيّة الصادقة والعزم على عدم العودة، وأخيراً حصول التوبة في وقتها التي تُقبل فيه أي قبل الغرغرة وقبل قيام الساعة.
من هنا يتبيّن الفرق بين التوبة والاستغفار؛ فالاستغفار هو دعاء الله عزّ وجل في مغفرة الذنب وستره وعدم المحاسبة عليه، وقد يستغفر العبد وقلبه مُتعلّقٌ بالمعصية ولا نيّة له بتركها، بينما التوبة تتضمّن ترك الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه.
صِيَغ الاستغفار
هناك صيغٌ كثيرةٌ للاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت). ليس هناك وقتٌ مخصصٌ للتوبة والاستغفار، بل إنّ كل الأوقات هي أوقات توبةٍ واستغفارٍ، فمتى أذنب العبد عليه على الفور الرجوع والندم.
أحاديث شريفة وأقوال في الاستغفار
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) {صحيح البخاري}.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله تعالى بكم و لجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله تعالي فيغفر لهم) {رواه مسلم}.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً.
- قال أبو موسى رضي الله عنه : كان لنا أمانان، ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا.
- قال الفضيل بن عياض رحمة الله: استغفارٌ بلا إقلاع عن الذنب توبة الكذّابين.
فضل التوبة والاستغفار
- طاعةٌ لله عز وجل، وامتثالٌ لأمره.
- سببٌ لمحبة الله لعبده.
- تكفيرٌ للذنوب والسيئات.
- دخول الجنة والنجاة من النار.
- الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
- سببٌ لنزول الغيث الخير والبركات، والإمداد بالمال والأولاد.
- دفعٌ للبلاء والعذاب.
- ذهابٌ للهمّ والغم، وتيسير الرزق وسائر الأمور.
- شعورٌ بالسعادة السكينة.
- زيادةٌ في قوة الجسم ونشاطه.
من أسرف على نفسه في ارتكاب المعاصي ويئس من غفران ذنبه يقول له تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) {سورة الزمر:53}.