ثعلبة بن حاطب
كان ثعلبة بن حاطب من الأنصار الذي شهدوا بدراً ، فكان ممّن رضي الله تعالى عنهم و رسوله ، و قد روي عنه قصّةً تكلّم العلماء عنها كثيراً في مدى صحتها من بطلانها ، و تفاصيل تلك القصّة تقول أنّ ثعلبة بن حاطب كان يطمع في أن يرزقه الله مالاً ، فكان لأجل ذلك يراجع النّبي صلّى الله عليه و سلّم حتّى يدعو له أن يرزقه الله مالاً كثيراً ، فجاء في يومٍ من الأيام يطلب دعوة النّبي عليه الصّلاة و السّلام له ، فما كان ردّ النّبي الكريم له إلا أن نصحه و ذكّره بأنّ المال القليل الذي يستطيع الإنسان شكره خير من المال الكثير الذي لا تطيق أداء حقّه ، فذهب ثعلبة بن حاطب ثمّ رجع إلى النّبي عليه الصّلاة و السّلام يطلب الدّعاء له بالرّزق ، فقال له النّبي ويحك يا ثعلبه إنّني و أنا رسول الله لو سألت أن تسيل لي الجبال ذهباً و فضةً لسالت ، فقال ثعلبة يا رسول الله إن دعوت الله لي فأصبح عندي مالاً لأعطينّ كلّ ذي حقّ حقّه ، فدعا النّبي الكريم له بالرّزق الوفير بعد ان استيأس من نصحه ، فأصبح له بعد ذلك مالاً و غنماً كثيرةً ضاقت بها أزقّة المدينة ، و قد كان يؤدّي مع رسول الله الصّلوات ثمّ يخرج إلى غنمه ، حتى إذا كثرت غنمه ذهب بها خارج المدينة و ترك الصّلوات مع رسول الله ، ثمّ بعد ذلك أنزل الله تعالى على نبيه قوله جلّ و علا ( خذ من أموالهم صدقة تزكيهم و تطهّرهم بها ) فكلّف النّبي الكريم عدداً من الصّحابة لمهمّة جمع الصّدقات من المسلمين ، و قد مرّوا على ثعلبة بن حاطب و كان جوابه أنّ هذه الصّدقة هي أخية الجزية فلم يدفعها ، فنزل قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين ،فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولّوا وهم معرضون ، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) ، و بلغ ثعلبة نزول تلك الآية فجزع وراجع النّبي عليه الصّلاة و السّلام فلم يقبل منه توبته ثمّ راجع الخلفاء من بعده فلم يقبل أحد منه الصّدقة حتى توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه .
و القول الرّاجح أن هذه القصّة غير صحيحة كما تحدّث كثيرٌ من العلماء لأنّ ثعلبة كان صحابيّاً بدريّاً من الأنصار ، و أنّ هذه الآية إنّما نزلت في المنافقين الذين امتنعوا عن أداء الزّكاة