- الطعام للجميع:
الطعام للجميع هو أزمة حرجة تعم العالم أجمع، خلال هذه الحقبة، في كل المواسم. عالم جائع لن يكون أبداً عالماً مسالماً. الحضارة المتقدمة والمتحضرة ستبنى فقط على أساسات هي المزرعة والمطبخ.
نقوم بأداء جيد حين نذكر أنفسنا بأننا نستهلك الطعام لثلاث أسباب، كمٌ كبير من الطعام الذي نتناوله يساعدنا على الصمود ويزود أجسادنا بالحرارة والطاقة اللازمة. تلك بالتحديد هي الوظيفة ذاتها التي يؤديها الوقود بالنسبة للآلات والمعدات الثقيلة، بغض النظر عن جودة الآلة، لن تعمل طالما لم يتم تزويدها بالوقوت اللازم بالكميات المطلوبة. هذه الفكرة تكونت لدى البشر بشكل جلي من عهد قديم، اعتاد أسلافنا التحدث بشأن قوة الرجل التي تنهار تدريجياً بقلة الطعام الذي يتناوله، وتشكل الكربوهيدات عنصراً أساسياً في الغذاء.
في المرتبةالثانية: يستهلك الإنسان الطعام لنمو الأجسام، وذلك لأغراض محددة تقوم بها المركبات المعقدة المعروفة بالبروتينات التي تقوم بعملية الأيض بالنسبة للعضلات وأنسجة الجسم، أدرك الإنسان على مدار السنين الأخيرة مدى أهمية هذه البروتينات، وينطبق الأمر ذاته على الفيتامينات أيضاً، حيث أنها تعتبر مواد أساسية في بناء الجسم وتقويته.
ثالثاً، نستهلك الطعام لما يعرف بالعامل النفسي، أو التأثر النفسي. من المؤكد أن هذا العامل الذي اعتاد عليه الأسلاف بشكل بذخ يلعب دوراً هاماً في تحقيق الرضا عما يتناوله الإنسان، فوجبة فاخرة مقدمة بطريقة متميزة تبعث الرضا وتدخل السرور في القلب، كما يعرف بالمثل القائل :” العين تأكل قبل الفم.”
- الصديق المخلص للإنسان:
تعتبر الكلاب من أكثر الحيوانات إخلاصاً وولاءً للإنسان، فقد أثبتت عبر الأزمان من خلال مساعدتها لبني البشر أنها مخلوق وفي يعتمد عليه في مجالات شتى، و ظهر الإستخدام العسكري للكلاب في الحضارات القديمة في الشرق، الإمبراطوريةالبابليةوالمصرية، وفي عصر نابليون، تم استخدام الكلاب في الحملات الفرنسية، و يعتبر الألمان الذين أُعجبوا بقيمة الكلاب في الحروب، حيث دربوهم بشكل ماهر و وظفوا هذه التدريبات من أجل غايات كبيرة، و استخدم الجيش الألماني الكلاب بشكل ناجح عام 1870 . و يلي الألمان في هذا المجال الروس: دخل الروس مجال تدريب الكلاب إلى أقصاه. يعد الروس هم أول من استخدم الكلاب ودربهم في مجال الكشف عن الألغام المزروعة، وأرسلوهم في دوريات مفروزة، و ساهم الكلاب أيضاً في الحروب بشكل خاص في عملية نقل الذخيرة والإمداد لمواقع صعبة الوصول، واستخدمتهم منظمة الصليب الأحمر في الكشف عن الجرحى والإستدلال على أماكنهم، حتى يتمكنوا فيما بعد من نقلهم وانقاذ حياتهم، و استخدمت الكلاب أيضاً في دوريات الإستطلاع و الحراسة و المراسلة.
الإستخدام الأكثر إعجاباً، هو تدريب الكلاب على مهمات البحث والإنقاذ، فالكللاب تتمتع بحاسة شم قوية، ما إن تشتم رائحة معينة حتى تشرع في البحث والتعقب وتقفي الأثر، بعد العثور على الشخص صاحب الرائحة يعود الكلب لصاحبه أو مدربه، ويبدأ بالنباح، ويقوده إلى الشخص الذي عثر عليه.