القسم العام
تكوين صداقات جديدة
من سمات الشّخصيّة النّاجحة اجتماعيّاً في حياتها أنّها تكون قادرةً دائماً على تكوين صداقاتٍ جديدة ، ولا شكّ بأنّ هذا الأمر يشكّل تحدّياً لكثيرٍ من النّاس لاختلاف طبائع البشر ، كما أنّ النّفس الإنسانيّة عادةً تخشى كلّ ما هو جديد وترهبه ، وخاصّةً في وقتنا الحاضر حيث قلّت الصّداقات التي يشعر الإنسان فيها بقيمة الصّديق إذ غلبت المصلحة والمنفعة على علاقات النّاس بعضهم البعض ، وما سنتكلّم عنه هو الصّداقة الحقيقيّة المبنيّة على أسسٍ واحترامٍ متبادل ، والتي لا تهزّها الرّياح ولا تختبرها السّنون ، فكيف للإنسان أن يكوّن صداقاتٍ جديدةٍ في حياته ، وماهي الأساليب التي تعينه على ذلك من مظاهر الشّخصيّة والمهارات الإجتماعيّة ؟
- إنّ أوّل شيءٍ يجب أن يدركه الإنسان السّاعي إلى تكوين صداقاتٍ جديدةٍ هي أن يكون حسن الأخلاق والعشرة مع النّاس ، فالنّاس بطبعها تحبّ صاحب الأخلاق وتتقرّب إليه ، وبالمقابل تنفر النّفوس من صاحب الخلق السّيء الذي يؤذي النّاس بالقول والفعل .
- أن يتمتّع الإنسان باللّباقة وحسن التّعامل مع النّاس بامتلاك المهارات الإجتماعيّة التي تعينه على ذلك ، فالإنسان حين يمتلك مهارات التّخاطب والكلام مع النّاس فإنّه بلا شكّ يكون أكثر قدرةً على جذب النّاس نحوه و بالتّالي تكوين صداقاتٍ جديدةٍ ، فللسان قدرةٌ عجيبةٌ في سحر النّفوس واستقطابها ، لذلك ترى النّاس كثيراً ما يجتمعون هو أهل الخطابة والمتحدّثين أهل الفكاهة الذين يستطيعون رسم الفرحة على وجوههم والوعاظ الذين يستطيعون التّأثير في نفوسهم .
- أن يقتحم الإنسان السّاعي إلى تكوين صداقاتٍ جديدةٍ الحياة بالتّعرف على مختلف صنوف البشر فيعرف الصّالح من الطّالح وبالتّالي يكون قادراً على تمييز النّاس الأقدر على حفظ صداقتهم معه ، فبعض النّاس لا يحفظ الصّداقة وتراه يتولّى عن صديقه وينفضّ عنه عند أوّل اختبار وامتحان ، بينما ترى بعض النّاس يتمسّك بالصّداقة ويحافظ عليها ولا يتغيّر مع صديقه مهما تغيّرت الحياة وتقلّبت .
- أن يمتلك الإنسان صفات الكياسة والفطنة التي تمكّنه من تجاوز أخطاء النّاس والتّعامل معها ، كما تعطيه مهارة بناء علاقاتٍ وفق منظورٍ واضحٍ ورؤيةٍ ثاقبةٍ مستندةٍ إلى أسسٍ متينةٍ في تكوين الصّداقات .
- أن يكون الإنسان قويّ الشّخصيّة ، فقوّة الشّخصيّة تعطي الإنسان قوّةً دافعةً نحو تكوين صداقاتٍ جديدةٍ بعيداً عن الخوف من النّاس والشّعور بالرّهبة منهم ، لذلك ترى قويّ الشّخصّية يجتمع حوله الكثير بينما ترى قلّة من النّاس يجتمعون حول ضعاف الشّخصيّة .