تفسير البحر فى الحلم ، رؤيا البحر فى المنام
يدل البحر في المنام على ملك قوي هائل مهاب، عادل شفيق، يحتاج إليه الناس، والبحر للتاجر متاعه وللأجير أستاذه.
ومن رأى: البحر أصاب شيئاً كان يرجوه.
ومن رأى: أنه خاضه فإنه يدخل على الملك.
ومن رأى: أنه قاعد على متن البحر أو مضطجع فإنه يدخل في عمل الملك، ويكون منه على حذر، فكما أنه لا يؤمن على الإنسان من الغرق فكذلك لا يؤمن على الإنسان من غضب السلطان، فإن شرب ماء البحر كله ولم يره إلا ملك عظيم فإنه يملك الدنيا، ويطول عمره، ويصيبه مثل سلطان الملك، أو يكون نظيره في ملكه، فإن شربه حتى روى منه فإنه ينال من الملك مالاً يتمول به مع طول حياة وقوة، فإن استقى منه فإنه يلتمس عملاً من الملك ويناله بقدر ما استقى منه، فإن صبه في إناء في إناء فإنه يحصل على مال كثير، أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالاً، والدولة أقوى وأوسع وأكثر دواماً من البحر لأنها عطية الله تعالى. وقيل من شرب من ماء البحر تعلم من الأدب بقدر ما شرب منه، فإن عبر البحر فإنه يغنم مال عدو، كبني إسرائيل لما عبروا البحر غنموا مال فرعون.
فإن رأى أن ماء البحر دخل محلة ولم يتأذ أهلها منه فإنه يدخل ذلك المكان سلطان وينال أهلها منه مال ومعيشة، فإن اغتسل منه فإنه يكفر عنه الذنوب ويذهب همه بالملك، فإن رآه في مكان بعيد ولم يخالطه فإنه يقرب منه شيء له قد كان يرجوه، فإن شرب منه وكان له شريك فارقه، ومن بال في البحر فإنه يستمر على أخطائه.
ومن رأى: البحر من بعيد فإنه يرى هولا وفتنة وبلاء، وقال بعضهم: يقع في بلية ومحن تنزل به.
ومن رأى: أن ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه فهو بلاء ينزل إلى الأرض من قبل الخليفة أو قحط تتعرض له البلاد.
ومن رأى: أنه وقف على البحر فإنه يصيب من السلطان شيئاً لم يكن يسعى إليه.
ومن رأى: البحر قد نقص وصار خليجاً، فإن السلطان يضعف ويغادر تلك البلاد التي ذهب عنها البحر ولا يصيب الناس إلا خير.
ومن رأى: أنه دخل بحراً ثم خرج منه فإنه يصيب من السلطان جزاء، ويذهب عنه الهم.
ومن رأى: نفسه أنه كان يسبح في بحر ثم خرج منه، فإن كان مريضاً شفاه الله تعالى، وإن كان في غم من قبل السلطان أو من قبل غيره فرج الله عنه.
ومن رأى: أنه أجتاز بحراً من جانب إلى جانب آخر فإنه يجتاز هماً أو خوفاً أو هولاً ويسلم من ذلك.
ومن رأى: أن البحر قد غمره فيصيبه غم غالب، ولا سيما إذا كان ماؤه معكراً أو ناله من قعره وحل.
ومن رأى: أنه يسبح في بحر فإنه يعالج الخروج من أمر هو فيه، فإن كان خروجه من البحر بسباحة تلك فإنه لا يلبث أن يخرج من ذلك الأمر الذي هو فيه.
ومن رأى: أنه دخل في بحر بالسباحة حتى لا يرى، فإن ذلك هلاكه وانقطاعه.
ومن رأى: أن الماء غمره حتى مات فيه أو رأى أنه مات فإنه يموت شهيداً، لأن الغريق شهيد.
ومن رأى: أنه قد غرق في البحر، وكان يصعد على الماء وينزل ولم يمت فيه فإنه يغرق في أمر الدنيا. وربما نال منها نعمة. وربما كان كثير المعاصي والذنوب.
ومن رأى: أنه يغوص في البحر على اللؤلؤ وغيره فإنه طالب مال أو نحو ذلك، ويصيب منه على قدر ما أصاب من اللؤلؤ أو غيره.
ومن رأى: أنه يغرف ماء من بحر ويصبه في سفينة حتى يملأها فسيولد له غلام يعيش طويلاً.
ومن رأى: أنه أخذ ماء من البحر فشربه، نال من سلطان مالاً أو جمع علماً على قدر ما يشرب من الماء، وإن كان ماؤه كدراً أصابه خوف.
ومن رأى: أنه اغتسل أو توضأ من البحر، فإن كان ذا خوف أمن مما يخاف، وإن كان في سجن خرج منه إلى خير.
ومن رأى: أنه يمشي فوق الماء في بحر، فيدل ذلك على حسن نيته وصحة يقينه، وقد يدل البحر على الفتنة المضطربة المهلكة، وقد يدل على جهنم.
ومن رأى: أحد الناس فيه وكان ميتاً فهو في النار، وإن كان مريضاً اشتدت علته، فإن غرق مات في علته، وقيل المشي على الماء يدل على ظهور أمر خفي. وقيل يدل على خطر. وربما دل على كثرة تحمل الرائي وتدليسه، ورؤية البحر في المنام دليل على نهاية العمر، والاتصال بعالم الغيب والشهادة مع طول العمر، ويدل البحر على السفر والحرب، وعلى ما يصل منه من حيوان ومال، والبحر العذب يدل على إنسان مؤمن، والبحر المالح يدل على إنسان كافر. وربما دل البحر على غيث السماء. وربما دل على التسبيح والتهليل، وإن الإنسان إذا رآه سبح الله تعالى وهلل. وربما دل البحر على الخوف والجزع وبطء المقاصد. وربما دل على زوال الهم والنكد. وربما دل على الموت لما يذهب فيه من المال والأرواح. وربما دل على الطهارة من الأنجاس والإيمان للكافر والتوبة للعاصي، ويدل على القسم، وإن الله تعالى أقسم بالبحر، فقال: ” والبحر المسجور، إن عذاب ربك لواقع “. وربما دل البحر على الوالد والوالدة، وقد يدل على الرجل والمرأة أصحاب الأخلاق السيئة، ومن لهم مكايد ومغايظ. وربما دل على السجن لسجن الحيوان فيه. وربما دل على الصناعة التي لا حد لها، والمدينة التي لا سور لها، وتدل رؤيته على ترك الجماعات، فإن زاد البحر في المنام زيادة حسنة وكان الناس يحتاجون إلى المطر هطلت عليهم الأمطار.
وإن رأى الإنسان البحر زاخراً تتلاطم أمواجه حصل له في سفره خوف وشدة، ومن بال في البحر فإنه يقيم على الخطايا. وربما دل البحر على الدنيا وأحوالها وعجائبها.