تعزيز الثقة بالنفس
إن من أكثر البديهيّات المعروفة والتي تزيد من إنتاجيّة الفرد وإقباله الايجابي على الحياة هو ثقته بنفسه ، ومعظم الناجحين في كافة نواحي حياتهم لم يحققوا نجاحاتهم لولا توفر الثّقة لديهم بأنفسهم ، وكم من فرد يمتلك إمكانيّات ومعطيات ومواهب يحسده عليها الكثير من أقرانه ولكنه يتخذ موقفاً سلبياً من الحياة ولا يتحرك إلى الأمام لتحسين مكانته الاجتماعيّة والماديّة ومرد ذلك يعود لعدم ثقته بنفسه ، فما هي أساليب تعزيز الثقة بالنفس بشكل عام ؟
- أولاً : قارن نفسك بالكائنات الأقل شأنا منك : النملة تحمل وزنا يفوق أربعين ضعف وزنها ، والنحلة تمر على مليون زهرة لتصنع غراما من العسل ، وأنت مهما بلغ بك الضعف تظل أقوى من النملة ومن النحلة ، ولديك إمكانيات لو قمت باستغلالها جيداً لأصبح وضعك عشرة أضعاف أفضل مما هو عليه الآن . ابدأ الآن ولا تقل أنك قد تأخرت، فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأت أبداً.
- ثانياً : تذكّر أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، فهل بذلت حقا كل ما في وسعك ؟
- ثالثاً : تذكر الآية الكريمة : ” إن مسّكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ” ، فاعلم أن الأمور التي تعمل على تثبيط عزيمتك موجودة هي نفسها بل وأكثر عند الكثير من الناس ، ولكن هناك من استسلم لها وهناك من تمرّد عليها وتجاوزها وواصل حياته وعطاءه وإنجازه .
رابعاً : تذكّر أنّك إنسان ، ولست إلهاً كلّي القدرة ، وأنك لست معصوماً عن الخطأ ، ويشبهك في هذا كل البشر مهما كانت منازلهم ، فلست أقل شأناً منهم ، وهم ليسوا بأعظم شأن منك . خامساً : تذكّر القول الحكيم : ” إعقل وتوكل ” ، فابذل جهدك ما استطعت لإنجاز مهامك ثم ادع الله بالتوفيق بعد ذلك ، ولا تنسى ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” ، ولا يعني الإتقان هنا تمام الكمال ، فما الكمال إلا لله وحده ، الإتقان هنا يعني أنك قمت باستغلال أقصى قدراتك ، ولم تتقاعص ولم تجلس خائفاً مكتوف الأيدي خشيةً من الفشل .
لو وعى الإنسان قيمته الحقيقيّة في هذه الحياة ، لما رأيت بائساً عديم الثقة بنفسه على وجه الأرض قط .