تعريف وأهمية المحاسبة
تعريف المحاسبة
تُعرفُ المحاسبةُ باللغةِ الإنجليزيّة بِمُصطلحِ (Accounting)، وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ مِنَ الخطوات، والطُرق الفنيّة المُتّبعة لبيان نشاط المُؤسسة، ومدى تأثيره على هيكليّة أموالها، وأيضاً تُعرفُ المحاسبةُ بأنّها تقنيةٌ تُستخدمُ لرصدِ الحركات الماليّة الخاصّة بالمنشأة، والتي تعتمدُ على قياسِ قيمةِ التّكاليف، والأرباح، والمصاريف، وغيرها من القِيَم المُحاسبيّة. ومن التّعريفات الأُخرى للمحاسبة أنّها الأداة التي تستخدمُ لوصف طبيعة النّشاطات الاقتصاديّة من خلال العملِ بتحليلها، ودراستها، وتدقيقها باستخدامِ المعلومات المُحاسبيّة.[١]
نشأة المحاسبة
إنّ نشأةَ الأفكار الأولى للمُحاسبة تعودُ إلى حياةِ الإنسانِ الأول، والذي اعتمدَ على تطبيقِ فكرة المُقايضة بين السِّلَع من أجل الحصول على حاجاته الأساسيّة؛ إذ إنْ العمليّاتِ التجاريّة التي كانت تُطبّقُ في ذلك الوقت تُعدُّ محدودة وقليلة، أما الاستخدامُ الفعليّ لمبادئ المُحاسبة يعودُ إلى عصرِ ظهور النّقود، والذي تميّزَ باستخدامِ العُملاتِ النقديّة كوسيلةٍ تجاريّةٍ رئيسيّةٍ انتشرت بين النّاس بشكلٍ سريع، ويُعتبرُ الرياضيّ باشيلو أول من ساهم في وضع نظامٍ مُحاسبيّ في عام 1494م، ومن ثم انتشرت المُحاسبةُ بشكلٍ كبيرٍ مع التَطوُّر في مجالات الصّناعة، والتّجارة التي أصبحت جُزءاً مُهمّاً من حياة النّاس.[٢]
أهميّة المحاسبة
تتلخّص أهميّة المُحاسبة فيما يأتي:[١]
- تعتبرُ وسيلةً لتوفيرِ المعلومات الماليّة للإدارة والموظفيّن حتى يتمكّنوا من اتّخاذ القرارات الاقتصاديّة المُناسبة.
- تعدُّ وسيلةَ إثبات إداريّ، وقانونيّ لكل مُجرَيات الأحداث خلال الفترة الماليّة المُحدّدة، والتي يُطلقُ عليها مُسمّى (السّنة الماليّة).
- تُستخدَمُ كوسيلةٍ رئيسةٍ لإعداد القوائم الماليّة المُحاسبيّة، مثل: قائمة الدّخل، والمركز الماليّ.
- تُساعدُ على توفير معلوماتٍ خاصّةٍ بالأفراد الخارجيّين الذين يتعاملون مُباشرةً مع المنشأة، مثل: العُملاء، والدّائنين.
أهداف المحاسبة
تسعى المحاسبةُ إلى تحقيق العديدِ من الأهداف الآتية:[٣]
- معرفةُ نتائج أعمال المُؤسّسة من ربحٍ أو خسارةٍ خلال مُدّة زمنيّة مُحدّدة تعتمدُ على طبيعةِ التّحليل الماليّ المُحاسبيّ، وقد تكون شهريّة، أو سنويّة.
- الوصولُ إلى خلاصة قائمة المركز الماليّ خلال الفترة الماليّة، ويساهمُ ذلك في التَعرُّف على قيمة الأصول (الموجودات، أو المُمتلكات) في المؤسسة، وقيمة الالتزامات (الخصوم) المُترتِّبَة على المُؤسّسة.
- توفيرُ البيانات الكافية للمُحاسبين والمُدراء الماليّين لتقييم وضع المُؤسّسة من تحديد الأخطاء في حال وجودها، وتوفير الطُّرق المُناسبة لتطبيقِ الحلول الخاصّة بها.
- وضعِ استراتيجيّةٍ مُحدّدة تهدفُ إلى تصميم السّياسات الماليّة والمحاسبيّة خلال المُدّة الزمنيّة القادمة من عمر السّنة الماليّة للمُؤسّسة.
- دعمُ وظيفة الرّقابة على كافّةِ الأنشطة، والوظائف، والمَهام الداخليّة والخارجيّة الخاصّة بالمُؤسسة، ويُؤدّي ذلك إلى توفير الحماية من عمليّات الاحتيال والاختلاس.
- الاحتفاظُ بمجموعةٍ من السِجلّات المُحاسبيّة التي تحتوي على كافّةِ العمليّات الماليّة التي حدثت في المُؤسسة منذُ تأسيسها حتى آخر يوم في السّنة الماليّة.
حقول المحاسبة
تحتوي المُحاسبة على مجموعةٍ من الحقول الرئيسيّة، وهي:[٤]
- المُحاسبة الحكوميّة: هي المحاسبةُ التي تهتمُّ بإثباتِ كافّة عمليّات الصرف، والتّحصيل الخاص بالمواردِ التي تعتمدُ على النّشاطات الحكوميّة، وتُساهمُ في تقديمِ التّقارير الدوريّة عن كافّة النّشاطات الماليّة، والنّتائج المُتَرتّبة عليها للجهات الرقابيّة المُختلفة أو للمُستثمرين، ومن الأمثلة عليهم: المُوظّفون الإداريّون، والسُّلطة التشريعيّة، ورجال الأعمال، وأصحاب الأسهم، والهيئات الإداريّة العامّة، والأفراد من الجمهور الذين يُطلَق عليهم مُسمّى (المُنتفعين).
- المُحاسبة الضريبيّة: هي المُحاسبةُ التي تهدفُ إلى تحديدِ قيمة الأرباح الماليّة، أو نسبة الدّخل الخاص بالأفراد، أو المبالغ الماليّة المُحصَّلة من عمليّة تجاريّة، وتعتبرُ خاضعةً لنظامِ الضّريبةِ، ممّا يُساهمُ في التّمهيدِ لفرضِ قيمة الضّريبة المُناسبة على الأنشطة الماليّة السّابقة التي تعتمدُ في الدّرجةِ الأولى على الالتزام بالقوانين الضريبيّة التي يجب أن يُلمّ بها المُحاسب إلماماً جيّداً.
- مُحاسبة التّكاليف: هي المحاسبةُ التي تختصُّ بتحديدِ تكلفة الوحدة الواحدة التي يتمُّ إنتاجها في بيئةِ عملٍ مُحدّدة، وقد تعملُ على الوصولِ إلى تكلفةِ الإنتاج الكُليّة التي تشملُ قيمة كافّة الوحدات المُنتَجة، وتهدفُ مُحاسبةُ التّكاليف إلى تحقيقِ الرّقابة على التّكلفةِ الخاصّة بعناصر وأدوات الإنتاج، وتُوفّرُ للإدارةِ البيانات اللّازمة لمساعدتها على اتّخاذِ القرارات الصّحيحة، بالإضافةِ إلى مُساعدتها في تحديدِ التّكاليف الإنتاجيّة بطريقةٍ دقيقة.
- المُحاسبة الإداريّة: هي المُحاسبةُ التي تعملُ على إعدادِ الحسابات، والبيانات المُحاسبيّة، والإحصائيّة التي تُستخدمُ في جميعِ مُستويات الإدارة، وتُساهمُ في تعزيز دور الرّقابة الإداريّة على كافّة عمليّات الخاصّة بالمُنشأةِ، وأيضاً ترتبطُ بمُحاسبةِ التّكاليف التي تعتمدُ على تحليلِ المعلومات الخاصّة بالتّكاليف المُترتِّبة على المنشأة بصفتها الوسيلة المُناسبة لتطبيق الأثر الفعّال للرّقابة في البحث عن أيّ انحرافٍ في الخطّةِ الإداريّة والمُحاسبيّة الخاصّة بالمنشأة، كما تعمل المُحاسبة الإداريّة على تقديمِ حلولٍ تُساعدُ على مُعالجةِ الأخطاء المُحاسبيّة فور حدوثها؛ لأنّ وظيفةَ المُحاسبة الإداريّة تعتمدُ بشكلٍ رئيس على مُساعدةِ الإدارة في وضعِ سياستها ومراقبة تنفيذها أولاً بأول.
- مُراجعةُ الحسابات: هي فحصُ الحسابات، والدّفاتر المُحاسبيّة، والمُستندات والتّقارير الماليّة فحصاً دقيقاً بحيث يتمكّنُ المُدقّقُ الماليُّ من مُراجعةِ الميزانيّة الماليّة التي تدلُ بوضوحٍ على الحركاتِ الخاصّة بالمُؤسسة، وتظهرُ قيمة كافّة الحسابات التي ظهرتْ نتيجةً للعمليّات الإداريّة.
مُلخص
المُحاسبةُ عبارةٌ عن طُرقٍ فنيّة تُستخدمُ لتحديدِ ومعرفةِ ماهيّة نشاط مُؤسّسة ما عن طريق قياس التّأثيرات على الهيكلِ الماليّ الخاص بها، كما تُحدّدُ سير عمل المُؤسّسة وتُوضّحُ وتُنظّمُ العمليّات الخاصّة المُختلِفة الخاصّة بها سواءً الداخليّة أو الخارجيّة، كما أنّ المُحاسبةَ تعتمدُ على تحقيق مجموعةٍ من الأهداف التي تقومُ على أُسسٍ ثابتة، وعلى ضبطِ العمليّات المُختلفة داخل المُؤسّسة والتي تحتوي على خطواتٍ دقيقةٍ ومُحدّدة يترتّب من خلالها قيام المُؤسّسة بالعديدِ مِنَ الواجبات والحقوق التي تُعرفُ بمُسمّى الالتزامات، كما تعمل على تعزيزُ اهتمام المُؤسّسة في عناصر المُلكيّة الخاصّةِ بها والتي يُطلقُ عليها مُسمّى الأصول.
المراجع
- ^ أ ب Husam AlKhadash (2012), Accounting Principles 1&2, United States of America: McGraw Hill, Page 4، و5، و9، و12،و13.
- ↑ شادي حج، ونسرين نجيب، وبشار فتوح، وآخرون. (2005)، المحاسبة للصف الأول الثانوي – الجزء الأول، فلسطين: وزارة التربية والتعليم العالي، صفحة 5، جزء 1.
- ↑ وابل الوابل (1422هـ)، أسس المحاسبة (الطبعة الثالثة)، المملكة العربية السعودية: نشر خاص، صفحة 16، جزء 1.
- ↑ عبد الله محمد الفيصل (1993)، المحاسبة مبادؤها وأسسها(الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: دار الخريجي للنشر والتوزيع، صفحة 4، جزء 1.