تعرف علي طول قناة السويس
استغرق حفر قناة السويس 10 سنوات، حيث بدء عام 1859 واستمر حتى العام 1869، وهي ممر مائي صناعي بطول 193 كم، وتمر القناة بالجمهورية العربية المصرية بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر، واصلة دول المتوسط وأوروبا والأمريكيتين مع آسيا، دون التطرق الى الطريق الطويلة جداً عن طريق رأس الرجاء الصالح ومن هنا جاءت أهميتها الكبرى.
تتحكم القناة تقريباً بـ 40% من حركة الحاويات والسفن في العالم بسبب ربطها لثلاث قارات: آسيا، إفريقيا وأوروبا، وكذلك ممراً للسفن القادمة من الأمريكيتين الى جنوب شرق آسيا وغرب افريقيا.
الصفة العامة لحركة عبور السفن في القناة هي باتجاه واحد، لكن هنالك ثلاثة اماكن تستطيع السفن المرور فيها ذهاباً وإياباً، ويبلغ عرض القناة شمالاً 345 متر، ويبلغ عرضها جنوباً 280 متر، ويبلغ عمق القناة ما يقارب 58 قدم.
بلغ عدد العاملين بالقناة ما يقارب المليون عامل، تعرض منهم العديد للموت بسبب الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا والجدري بسبب غياب الرعاية الصحية لهم، وبلغ عدد العمال المتوفيين ما يقارب 125 ألف عامل، وتقدر تكلفة إنشاء القناة بـ 369 مليون فرنك فرنسي آن ذاك، وبالرغم من كافة الصعوبات والضغوطات البريطانية والفرنسية تم في عام 1956 تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية.
ولعرض مدى أهمية القناة والمسافات التي قامت باختصارها والزمن الذي قامت بتوفيره، سأقدم لكم المثال التالي: المسافة بين ميناء كونستانزا الواقع على البحر الأسود، وميناء جدة الواقع على البحر الأحمر 11771 ميلاً عن طريق رأس الرجاء الصالح، بينما تبلغ المسافة 1698 ميلاً عن طريق قناة السويس؛ شكلت نسبة الوفر هنا ما يقارب 86%.
حقيقة إنشاء القناة كانت بسبب عدم مرور السفن على مصر، بل كانت تدور حول القارة الإفريقية عن طريق رأس الراجاء الصالح والذي قام باكتشافه الرحالة فاسكو دي جاما.
قامت بريطانيا العظمى باحتلال الهند وضمها لها، مما أدى لزيادة حركة السفن بين الهند وبريطانيا، مما جعل احتكار طريق رأس الرجاء الصالح شيئاً بديهياً لبريطانيا، والذي حث بدوره الفرنسيين للتفكير بطريق آخر يعيد لها قوتها، وجاءت الفكرة بحفر قناة تربط بين البحر الأبيض والأحمر، لكن بالرغم من ذلك فشلت تلك المحاولات لإعتقادهم بأن منسوب مياه البحر الأحمر أعلى من منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط، وكان المسؤول عن تلك الدراسة هو المهندس الفرنسي لوبيير، بتكليف من نابليون بونابرت في عام 1799.
في عام 1854 تولى محمد سعيد باشا حكم مصر، وأعطى القنصل الفرنسي في مصر آن ذاك مسيو دي لسبس – الذي كان مقرباً منه – فرمان عقد إمتياز قناة السويس الأول والذي كانت مدته 99 عام، رغم إعتراض بريطانيا الشديد لما له تأثير كبير على مصالحها، وفي عام 1856 صدرت وثيقتا الإمتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي لقناة السويس، واللذين منحا أيضاً لـ دي لسبس والذي قام فعلياً بالبدء بمشروع القناة.