تعبير كتابي عن الام , عبارات عن فضل الام
فاجأت مقابلة إحدى الوظائف عدداً مهولاً من الأشخاص، بعد التعرف على متطلباتها ،وصفها البعض باللا انسانية، و لا معقولة، و لا قانونية. تتطلب هذه الوظيفة ساعات غير محدودة من العمل، لا تقل عن أربع وعشرون ساعة يومياً على مدار الأسبوع طوال العام. تحتاج مهارات شخصية ممتازة، وقدرة على الإقناع، وقدرة على التحمل تفوق الوصف، تكاد تكون إعجازية. قد يتفاجأ البعض عند سماعهم مردود هذه الوظيفة، حيث لن يكون هنالك أي مقابل على الإطلاق، ويتوجب عليك الشعور بسعادة لا يمكن وصفها أثناء قيامك بها. لا ساعات راحة، ولا ساعات غداء، ولا إجازات سنوية أيضاً. المهمة الأساسية هي الحفاظ على راحة المدير طوال الوقت، مهما كلف الأمر من بذل، حتى وإن كان ذلك على حساب نومك ،يتوجب عليك التفرغ تماماً لهذه الوظيفة، وقد تهمل علاقاتك الإجتماعية لفترة طويلة. هذه الووظيفة يشغلها العديد من الأشخاص في حقيقة الأمر، قد يصل العدد إلى الملايين . مدير العمليات ، أو “الأم” نعم، إنها الأم.
مصدر العطاء اللامحدود، إخلاص وتفانِ تجاه أسرتها وأبنائها، لا تحمل في قلبها سوى مشاعر العطف، و الحنان ، و الحب. و رعاية دائمة على مدار الساعة، لا يشغل تفكيرها وقلبها سوى أسرتها وأبنائها، كيف سيكبرون، و ماذا يحبون،و ماذا يريحهم، وما الذي يدخل السرور إلى قلبهم.
إنها من ينجب نصف المجتمع، وهي نصف المجتمع الثاني، أي أنها بالمحصلة المجتمع بأكلمه، فإن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع، تحتل الأم في الإسلام مكانة عظيمة، فلها شأنو هي من أَجَل ما عظّم الإسلام، قرن الله عز وجل رضاها برضاه، وجعل الجنة التي تعتبر الخاتمة التي يطمح إليها كل مسلم برضاها، قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا” حيث جعل مرتبة الإحسان إلى الأم والأب بعد العبودية والوحدانية مباشرة، وإن كان من عبرة فهي بر الأم وحسن معاملتها، وذلك لعلو شأنها، ولإدراك الإسلام مكانتها وحثه على نيل رضاها والعمل على تقدير جهودها التي لا تستكفي عن بذلها ،وهي على قيد الحياة والقدرة على البذل.
و يقع على الأبناء إزاء هذه الإنسانة ، أو لِنَقل تجاه أسمى مخلوقات الله – التي وضع فيها الحنان و الرحمة من رحمته تبارك وتعالى – أن نطيعها ولا نبخل عليها بالعطاء في أي وقت وأي مكان، فمثلها لا يقال لها كلا ولا يجوز أن نتذمر منها. فليُقدر الأبناء أمهاتهم قدرها أجلّ تقدير والبر بها عند الكبر، وملازمة طاعتها ورضاها، إلا في حالة واحدة وضحها كتابه تعالى، ألا وهي الحث على معصية الخالق، فهنا لا يتوجب علينا سوى أن لا نطيعها مع الحفاظ على حسن الخلق معها.
ما من قلب كقلب الأم، وما من حرص كحرص الأم على أبناءها، لذا، فلنحرص على رضاها وطاعتها والبر بها والالتزام بواجبنا تجاهها حفظ الله أمهاتها ورعاهم، و أنالنا رضاهم.