تدريس صعوبات التعلم
- ١ التعلّم
- ٢ طرق تدريس صعوباتِ التعلّم
- ٢.١ تحديدُ الأهداف
- ٢.٢ التخطيط
- ٢.٣ التركيز
- ٢.٤ تطويرِ القُدرات
- ٢.٥ التعلّم الذاتي
التعلّم
لا أعرِفُ شيئاً ولا أملُكُ شَيئاً أغلى وأجملُ مِنَ الرغبةِ بالمعرفة وزيادة العلم، وهذه الطاقة التي توجَد فِي حبّ التعلّم يَجِب استخدامُها بالشّكل الصحيح، فالعلمُ والرغبَةِ فِي زِيادَةِ المَعرفة هي بحدّ ذاتها قوّة كبيرة تزداد كلّما زادَت المَعرِفَة، رُبّما قَد تُواجِه صُعوباتٍ كَبيرة فِي طَريقِكَ لِتَحقِيقِ أهدافك وللأسف الكثير يستسلم لهذِهِ الصعوبات التي تواجههُ ويبدأ فِي تغيير حياتهِ من دُونِ أن يُحقّق شيئاً.
يَجِب أن تعرف أنّ طريقكَ للعِلم يحتاجُ مِنكَ إلى الصبر والاجتهاد مَع المُواظَبَةِ على التعلّم، وخلال طريقِكَ للدراسة ستواجِهُ صُعوباتٍ وَتَحديات وطريقٍ مليء بالعثرات، ولكن بعد أن تواجه هذه الصعوبات تُصبح أكثر قوّة وقدرة على التعلّم، فَكَم مِن شخصٍ واجَه هذه الصعوبات، ولم يُحبّ صعودَ الجبال وبَقِيَ بَينَ الحُفَر، الهدف من التعلّم هو أن تُخرج نفسكَ مِنَ المَكان الذي تعيشُ فِيه لعالمٍ آخر أنتَ تبنيه بعقلك وتطبّقهُ على أرضِ الواقع، فالشخص الذي يفتقد إلى الخيال والرغبةِ بالمعرفة هو شخص يفتقد للأجنحة، وسنتعلّم من خِلال مَوقِع مَوضوع على طرقِ تدريسِ صُعوباتِ التعلّم حتّى تَسيرَ على خُطى ثابتة والتفوّق والتميّز عَن الآخرين.
طرق تدريس صعوباتِ التعلّم
تحديدُ الأهداف
الجَميع لديهِ أهدافٌ يُريدُ تَحقيقها، وأنت تقرأ هذا المقال اسأل نفسَكَ عَن الأهداف التي تريد أن تحقّقها وتخيّل نفسك أنّكَ حققتها فَما المَطلوب مِنكَ لتحقيقها؟، فَمِن خِلالِ هذا السؤال يُمكن تحديد الطريق الذي تُريدُ أن تَسلُكَهُ، واسأل نَفسكَ أيضاً عَن الغاية التي تريد أن تَصِل إليها بَعدَ تَحقِيقِ هذِهِ الأهداف وهل سَتَكُونُ سَعيداً عِندَ تَحقِيقِها؟، هل ستعيشُ راضياً عَن نَفسِك بَعد تَحقيقها؟ اجلس مَع نَفسك وكن صادقاً مَعها، كما أنا صادقٌ معك الآن وإذا كانت أغلبُ إجاباتكَ بنعم صدقاً يجب أن تحقّق أهدافَكَ وَلو كَلّفكَ عٌمركَ بأكملِهِ.
التخطيط
بَعدَ أن تَصيغَ الأهداف التي تُريدُ أن تُحَقِقها يَجِب أن تعرِفَ الطريق الذي تُريدُ أن تسلكهُ وما هِيَ الاستراتيجيّة التي يَجِب أن تتبعها لِتَحقِيقِ هذِهِ الأهداف، فَمِن غيرِ التخطيط لا يٌُمكِن الحُصولِ على النتائجِ المَطلوبة، بِمَعنى آخر عِندَ دِراسَةِ تخصّص معيّن أو مادّة معيّنة اعرف الطريقة الصحيحة التي تريد أن تصل إليها للمَعلومة ولا مانع من أن تسأل عن الأشياء التي لا تَعرِفها، فكلّ علمٍ تُريدُ أن تُحصّلهُ خَطّط لهُ وفكّر واعرِف قواعِدَ اللعبة واللعب أفضل من الباقين، لأنّ هُناكَ أمورٌ وأهدافٌ يَجِب أن تُصيبها فِي كُلّ علم، فَعلى سبيل المثال عِندَ دراسةِ تَخَصّص علمِ الحاسوب يَجِب أن تختار فيها شيء مُخصّص مِثلَ (الشبكات، وتصميم وبرمجة المواقع، وتصميم برامج مكتبيّة، إلخ)، ويَجِب أن تختار الشّيء الذي تراهُ مُناسباً وتعرف ما يحتاجهُ، ومن ثمّ تخوض فِي هذا المجال بكلّ ما أوتيت مِن قُوّة، فالعمل الصحيح هو أن تختار شيء وتعرف كلّ شيء عنهُ لكي تبدع في شيء معيّن فقط.
التركيز
أفضَل أن أقدم على عملٍ كبير وأفشلَ فيهِ خَيرٌ لي مِن أن أقدِمَ على عَمَلٍ صَغير وأنجحَ فيه، إذا أردتَ أن تُحقّق الأهداف الكبيرة فِي حياتك قد تَكونُ صعبة ولكن لو ركّزتَ عليها وجعلت تَفكيرُكَ فِيها فَقَط سَتَحصُل على نتائِجٍ أنتَ قَد تَتَعَجّبَ منها، حاول أن تركّز فِي العلم الذي تدرسهُ مَهما كان صعباً؛ لأنّ التركيز على شيء معيّن وعلى هدف واحد صدقاً ستحقّقه وتحقّق نتائجٍ مُبهِرة مَع الوقت.
أمّا التشتت والضياع وعدم الانتباه عِندَ التَعَلّم هِيَ مَضيعَةٌٍ للوَقت، لا مانع بأن تركّز في أكثر من أمرٍ بَحياتك، ولكن إيّاكَ أن تضع الأمور المُهمّة فِي حياتك تحت رحمةِ الأمور البسيطة، فالأولويّة هِيَ ما تجعل حياتنا أفضل وتتقدّم فيها، نظّم وقتك واجعل أول اهتماماتك ومصابِ تفكيرك فقَط على أهدافك وطريقةِ تحقيقها، فَترتيبُ الاهتمامات هِيَ ما تَخلِقُه لنا الحياة، تخيّل حياتك من دون أن تحقّق أهدافك !! هي صَعبَةٍ وقاتلة وتخيّل أيضاً أنّكَ لو حققت أهدافك كيف ستصبح حياتك !!، الخيار بِيَدك فحاول أن تعيدَ ترتيبَ حَياتِك.
تطويرِ القُدرات
الأساسُ الحَقيقي فِي زيادَةِ المَعرِفَة بَل هِيَ أساسُ زِيادَةِ المَعرِفَة هِيَ عَدَم الرضا، إيّاكَ أن ترضى عمّا فَعلتهُ حتّى ولو كان عَظيماً، نَعم إفتخر بما فَعَلتهُ وَقَدّمتهُ ولكن إيّاكَ أن ترضاً بهِ، لأنّ عَدَم الرّضا هِيَ الشُعلَةِ التي تُولّدَ شُعورِ الرّغبَةِ بالإنطلاقِ والخوضِ في بُحورِ المَعرِفَة، كلّما زادت معرفتكَ سيزدادُ شُعورُكَ بِعَدَم الرّضا بشكلٍ تِلقائي لأنّهُ كلّما زاد عِلمُكَ يزدادُ مَعرِفَتِكَ بجهلكَ، بحور العلم واسعة إحرص على إختياركَ للعلم النافع فنصفُ المَعرِفَة ونصفُ الرضا عن علمكَ أقبحُ من الجهلِ وأخطر، ليسَ من العيب أن تسأل عَن العلم الذي تريدُ أن تَستفيدُ منهُ ويمكن أن تطوّر فيهِ قدراتك، فالجامعاتُ قَد تُعطي علماً ولكن صدقاً لن تستفيدَ شيئاً مِن هذا العلم، فالعلمَ الذي يَبقَى مَعَكَ هُوَ ما تَتَعَلّمهُ خارج نطاق الدراسة وهو ما سيخلقُ لكَ العقل، إبحث على الإنترنت بالعلمِ الذي تريدُ أن تتعلّمهُ واقرأ بِتَمَعّن كلّ ما يَخُصّ المَجال الذي تريدُ أن تعرفهُ وبعد أن تجدهُ العلمُ المُناسِب والمُفيد إبدأ بالتعلّم ولا تتردّد أبداً وكلّ يوم تعلّم شيئاً جَديداً وستُواجِهُ صُعوباتٍ ولكن مَع الوقتِ سَتَقِلّ هذهِ المَشاكِل كُلّما زادَت المَعرِفَة وتُصبِحُ الأمورِ سَهلَةٌ عليكَ مَع مُرورِ الوقت.
التعلّم الذاتي
كلّ شيءٍ عَظيم يُدهشنا مَهما كان، ثِق تَماماً أنّك شَخصُ عَمِلَ بِحُريّة، بمعنى كُن حرّاً فِي التعلّم لأنّ العلم مِن دُونِ الرّغبَةِ بهِ وَحُبّهِ صِدقاً لن تُحَقّق نتائِجٌ عَظيمة، العلمُ يَحتاجُ إلى الحب والتعلّق لِيَكُونَ هُناكَ عَلاقَةٌ بينكَ وبينهُ، نعم الكثير قد لا يُحبّ التعلّم وتخصيصِ جزءٍ من الوقت للتطوّر والبحثِ في الأمورِ الجَديدة وما إلى ذلك، ولكن هُوَ إنسانٌ غير واعي لا يَفهَمُ أنّ المعرفة قُوّة عَظِيمة قد لا تتخيّل هذهِ القوّة، فتخيّل نفسكَ كم كنتَ تَجهَلَ أمُوراً وأنت تقرأ هذا المقال وَكَم مِنَ الأفكارِ التي تأتي فِي بالِك مِن خلال هذه الكلمات !!!، لولا رغبتكَ في القراءةِ وَقَتلِ الجهلِ فِي داخلك لن تعرف الجَديد ولن تغيّر من حياتك اقرأ وتعلّم لتحيى ولتَعِيش.
التعليمُ المدرسي والجامعي قَد يَخلِقُ لكَ وظيفة ورأس مال ومركزاً بينَ النّاس، بينما التعلّم الذاتي سيحقّق لكَ عقلاً ثروة عَظيمة، على سبيلِ المثال الذي قام بتصميمِ الفيسبوك (Facebook) هُوَ (مارك زوكربيرغ)، هل مِنَ المُمكِن أنّ الجامعة هي التي علّمتهُ كلّ شيء !! أو هي التي أوجدت الفكرة لهُ لينشئها!!، الجواب لا، وثق تماماً أنّهُ هو الذي أوجَدَ الفِكرَة مِن تِلقاءِ نَفسِهِ، وَطَوّر مِن قُدراتهِ بنفسهِ.
وأيضاً مُصمّم الواتس أب وَهُوَ (جان كوم)، واقرأ قِصصهم وغيرهم وكيفَ قاموا بهذِهِ الاختراعات والمشاكِل والعقوبات التي واجهتهم، وَمَع ذلك لم يمنعهم ذلِكَ مِن تَحقيقِ أهدافهم، حتّى ولو لَم تُحقّق أهدافكَ التي تسعى لتحقيقها، تذكّر هذه المقولة وستتذكّرها مع الأيّام سَتَرمِي عَليكَ الحياةُ أشياء لم تتخيّل أنّكَ في يوم من الأيّام ستحصلُ عليها؛ فهذه العثرات والفرصات التي ترميها لكَ الحياة وأنتَ في طريقكَ إلى النجاح قم باستغلالها ولا تتخلّى عنها أبداً مهما ظهرت لكَ أنّها بسيطة؛ لأنّ الله تعالى لا يترك من يتقرّبُ إليه بالعلم، واجعل علمكَ كلّهُ فقط للتقرّبِ إلى الله تعالى، ولأنّه أيضاً لا يُمكن الوصولُ إليه إلاّ مِن خِلالِ المَعرفة، وإن طَلبتَ مِنَ الله فاطلُب العِلم والحِكمَة وَهِيَ سَوفَ تُعلّمكَ كُلّ شيء فِي حياتك، وابحث واقرأ وَقُل ربّي زدني علمآ والتوفيق في الحياةِ الدنيا والآخرة.