تخصص علاقات دولية
العلاقات العامة هي التفاعلات التي تتخذ الأشكال الثنائية أو أكثر بين الكيانات المنفصلة حيث ان هذه الكيانات تحكمها علاقات تصنف إلى علاقات تعاونية أو علاقات يحكمها الصراع والخلاف، وللأسف الشديد يكون الصراع في الغالب هو المسيطر على العلاقات بين الدول، حيث أن هذه الدول حتى لو تم إخفاء هذه الحقيقة او التنكر لها. والأكثر من ذلك، وهو عندما تسخر الدول التعاون فيما بينها لتغذية الصراعات والتحكم بها وهذا الأمر يتمثل أكثر ما يمكن في موضوع الأحلاف السياسية، حيث ان هذه الأحلاف لم تكن لتنشأ لولا وجود صراع بين هذه الدول مشترك ضد دولة اخرى، وربما تكون دولتان اليوم متحالفتين لكنهما غداً تصبحان ألد الأعداء.
وجدت العلاقات العامة بين الدول أو ما يعرف بالعلاقات الدولية منذ القدم، حيث كانت هذه العلاقات تأخذ أشكالاً مختلفة غير التي تأخذا العلاقات الدولية اليوم، ولكن الدافع والهدف واحد وهو تبادل المصالح، ويأتي هذا الاختلاف في شكل العلاقات بين الدول في العهود القديمة والعهود الجديدة إلى اختلاف شكل وطبيعة الدولة في القديم عن شكل الدولة وطبيعتها في اللآن ومنها نشأ الاختلاف الكبير في هذه الناحية، كما أن اليوم هناك منظمات دولية فاعلة تلعب أدواراً رئيسية إلى جانب الدول، وهي تحكم شكل العلاقات العامة بين هذه الدول، ومعالم هذه العلاقات، إضافة إلى أن لها الكلمة الفصل في بعض الأحيان والاوقات.
وعلى الرغم من قدم العلاقات الدولية، إلا انها لم تؤصل كعلم خاص مستقل بذاته إلا في العصر الحديث، حيث يعد هذا العلم اليوم احد اهم فروع العلوم السياسية، حيث ومن خلال هذا العلم تتم عملية دراسة الظاهرة السياسية كاملة وبرمتها، ومما يشار إليه ان هذا العلم كان قد اتخذ مساحة ومكانة هامتين في فترة الحرب العالمبة الثانية، ويعزى ذلك إلى حيوية وأهمية مواد ذلك التخصص، وإلى أهمية المواد التي يحتوي عليها ويتضمنها ذلك التخصص، كما وأن أهمية هذا التخصص نابعة من التقدم التكنولوجي والعلمي الحاصل في جميع انحاء العالم مما أدى إلى ظهور حاجة ماسة إلى معرفة الأسس التي تستطيع بها الدول ان تتعامل بها مع بعضها البعض.
إضافة إلى ذلك فعلم العلاقات الدولية ليس مهتماً بقراءة الأحوال الدولية، بل هو مختص بما هو أعمق من ذلك، فبالاستعانة بالأدوات التحليلية والتي تكون مستمدة من كافة العلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى بل هو يدرس الحالة نفسها.