تحليل ما قبل الزواج
تحليل ما قبل الزواج
سنستعرض فحوصات ما قبل الزواج الواجب إجراؤها قبل الزواج من البداية إلى النهاية وخطوة بخطوة :
إن هذا الفحص المعمول به والمتبع حالياً للمقبلين والمقدمين على الزواج يعتبر إجبارياً ويقتصر على فحص نسبة مادة الهيموجلوبين في الدم وعلى حجم كريات الدم الحمراء ومن خلال هذين الفحصين البسيطين العاديين نصل إلى نتيجة مفادها هو أن إذا كان كلا الزوجين طبيعيين فيفترض أن المفحوص سيكون خال من مرض التلاسيميا . أما في حال إذا كان في الزوجين خلل ما فيطلب منهما جراء ذلك عمل فحص آخر وهو عمل إختبار تحاليل الدم التفصيلية لأنواع الهيموجلوبين المختلفة وذلك عن طريق الفصل الكهربائي.
إن ما سبق هو ملخص آلية الفحص والذي يطلب من المقدمين والمقبلين على الزواج لكي يتم عمله . ولكن ولا بأي حال من الأحوال يمكن إعتبار هذا الفحص كافي وشامل لتجنب جميع نتائج الزواج ومترتباته فيما بعد وما ينجم عنه . كون فحوصات وإختبارات ما قبل الزواج غالباً ما تبدأ بهذا الفحص ولكنها في حقيقة الأمر تمتد وتتوسع لتشمل ما هو أكثر من ذلك بكثير .
كما أنه يمكننا أن نقسم فحوصات وإختبارات ما قبل الزواج إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي التالية :
أولاً : تلك الفحوصات التي يتم إجراؤها لكي نتجنب الأمراض الوراثية .
ثانياً : وتلك الفحوصات والتي تهدف إلى معرفة قدرة المقدمين والمقبلين على الزواج من إمكانية إنجاب الأطفال لديهما .
ثالثا ً: وكذلك تلك الفحوصات التي ترمي لمعرفة إذا ما كان أحد الزوجين يحمل أمراضاً وعاهات قابلة للنقل والعدوى من أحد الزوجين إلى الزوج الآخر وذلك عن طريق الجماع والإتصال الجنسي ما بين الزوجين أو عبر المخالطة المتلاصقة اليومية فيما بينهما .
نستعرض الآن كل قسم من الأقسام الثلاثة المذكورة أعلاه ، كل قسم على حدا ونشرح عنه بإيجاز :
أولا ً- القسم الأول: وهو الذي يشمل كل الفحوصات الوراثية التي من الواجب عملها إلى جانب فحص الثلاسيميا وهي كل ما يتعلق بفحوصات الدم و تكسرها ، فنحن نرى أن ثلاسيميا الدم يعد مرض ينتقل فقط عن طريق الطرق الوراثية وهو بدوره يؤثر بشكل كبير على عمر وفترة حياة كريات الدم الحمراء. فنحن نجد أنه في مرض الثلاسيميا هذا تحصل طفرة هناك في مكونات مادة الهيموجلوبين في الدم مما يسبب بدوره إلى حدوث تكسر في خلايا كرات الدم الحمراء في الدم مما يجعل من الجسم يحاول أن يعوض هذا النقص الواضح وذلك عن طريق زيادة تكاثر كريات الدم الحمراء في الدم و بالتالي فسوف تصبح كثير من عظام الجسم وكذلك أعضاؤه مثل مصنع للنخاع العظمي وينجم عن ذلك إنتفاخ جمجمة الرأس وزيادة حجم الطحال و الكبد أيضاً ، و لكننا سنجد أن رغم كل هذا الإنتاج الكبير من كريات الدم الحمراء فإنه رغم ذلك يعجز ويفشل في تعويض الهلاك والدمار الذي تتعرض له تلك الكريات الحمراء ، حينئذ سوف نضطر للقيام بعملية نقل الدم إلى المريض بصورة دورية ومستمرة . و عملية نقل الدم غالباً ما يصاحبها إزدياد في نسبة الحديد في جسم المريض مما يتسبب له بأضرار بالغة على أعضاء مهمة في جسده مثل الكبد و القلب ويهيئ الفرصة لديه للإصابة بإلتهابات الكبد الفيروسية . وغالباً ما ينتهي الأمر بهؤلاء المصابين في هذا المرض إلى الوفاة والموت قبل أن يتجاوزوا الثلاثين من عمرهم إلا إذا ما تم أجراء عملية زرع نخاع جديدة لهم .
ثانياً- القسم الثاني: و يتعلق بالفحوصات والإختبارات التي تبين قدرة الزوجين على الإنجاب ، وذلك يتم عبر فحص الحيوانات المنوية لمعرفة عددها ونسبتها . وإجراء فحص هرمون FSH في اليوم الثالث من فترة حدوث الدورة الشهرية عند المقبلة على الزواج .
ثالثاً- القسم الثالث: وهي كل تلك الفحوصات التي تكشف الأمراض المعدية لدى الطرفين كإلتهاب الكبد الوبائي والأمراض الجنسية كالسيلان والزهري والإيدز وغيرها .