بين الأمن والصحافة
دهشت لعدم تطرق صحف الأمس و اول امس ، لاجتماع البرلمان الذي ضم رئيس البرلمان ورئيس جهاز الأمن ورؤساء تحرير الصحف ووسائل الاعلام بالاضافة الي امين مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية،و باستثناء مقال للأستاذ مصطفي ابو العزائم في الاخبار وأشرف عبدالعزيز صحيفة الجريدة فلم يتطرق الزملاء إلى هذا الحدث (الهام).. وان كانت الصحافة معنية بنشر الأخبار علي اختلافها فمن باب اولي ان تنشر اخبار تخصها وتأثر علي مستقبلها و تحدد مصيرها.. غرض الاجتماع كان مناقشة موضوع المصادرات والعقوبات الادارية التي يوقعها جهاز الأمن علي الصحف ومحاولة الوصول الي تفاهم يجنب الصحف شر المصادرة .. وطالب الزملاء باضافة فقرة حول قرار رئيس البرلمان منع الصحفين من دخول البرلمان الا في حالة الانعقاد .
مخرجات الاجتماع لم تكن قريبة العلاقة من الاجندة ولا غرابة في ذلك فقد جاءت مداخلات الزملاء رؤساء التحرير متواضعة لجهة المطالبة بالحقوق القانونية والدستورية وجاءت المساهمات و الداخلات في إطار مساومة لانتزاع قرار بعدم المصادرة فقط .. والاحتكام للقانون في تطبيق قانون الصحافة والمطبوعات عبر المحاكم .. بل ذهب البعض الي المطالبة بمعرفة الخطوط الحمراء ليتجنبها ، ولذلك انتهي الاجتماع الي الموافقة علي مقترح الاستاذ الصادق الرزيقي بتكوين لجنة مشتركة للتداول في وضع الخطوط الحمراء وضبط الاداء الصحفي وفقاً لذلك، وفهم في السياق ان ايقاف المصادرات رهين بالتزام الصحف بهذه الخطوط الحمراء .. وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي لأجل هذا الغرض ، احد الزملاء الكبار تحدث عن صحف منشورات،و زاد عن صحف لها ارتباطات خارجية و إخرى تعمل على إسقاط النظام، و آخر طالب بضرورة تجديد الخطوط الحمراء من وقت لآخر حتى يتم الالتزام بها ،و فشلت محاولات فى إقناع قادة الجهاز بأن ضرر المصادرة أكبر من نفعها.
واضح ان اللقاء لم يكن متكافئآ ، و مرد ذلك إلى تواضع الأفكار و المطالب ، و تباين الرؤية لدور السلطة الرابعة ..و ربما كان الوضع قبل اللقاء أفضل منه بعد اللقاء.. و اتضح ذلك فيما بعد عند مناقشة قرار البرلمان منع الصحفيين من الدخول إلا فى حالة الانعقاد.. و تمسك رئيس البرلمان بصحة قراره استنادآ على اللائحة و ربط موافقته على إلغاء القرار باعتذار و توضيح من الصحف ..
لم تفلح بعد ذلك اى كلمات عن اهمية دور الصحافة و تقديرها من قبل الرئيسين فى إضفاء اى قيمة مضافة لمخرجات الاجتماع.
اللقاء لم يكن سريآ. و ربما فهم البعض طلب رئيس الجهاز بعدم نشر أمثلة فى العلاقات الخارجية تحتاج إلى ضبط يراعى مصالح البلاد.. مؤشرآ لسرية اللقاء .. هذه العلاقة تحتاج إلى تناول مختلف.