بماذا لقب عمرو بن العاص
هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، هو من بني سهم، وهو قرشي من قريش، أمه هي النابغة بنت خزيمة بن الحارث، أسلم عقب فشل المشركين في حملة الأحزاب التي قادوها للقضاء على عصابة المسلمين ودولتهم المتمركزة في المدينة المنورة، وقد وفد على المدينة مسلماً مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة – رضي اللهم عنهم جميعاً -.
لقب عمرو بن العاص المشهور هو “داهية العرب” لما عرف عنه من ذكاء ودهاء وسعة في الحيل قلت أن تتوافر عند شخصيات أخرى، وقد كان خطيباً مفوهاً، أفكاره حاضره، يطرب لسماع الشعر. وهناك لقب آخر له وهو أرطبون العرب حيث لقبه بهذا اللقب الخليفة عمر بن الخطاب، نظراً لما أظهره من براعة في أثناء حصار بيت المقدس استعداداً لفتحها.
من أشهر مواقف عمرو بن العاص قبل إسلامه، موقفه في الحبشة، عندما أرسله كفار قريش مندوباً عنهم إلى النجاشي ملك الحبشة ليرجع المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة واحتموا عند النجاشي من ظلم وطغيان الكفار عليهم، وحواراته مع النجاشي مسجلة ومشهور في التاريخ، ولكن في النهاية خسر هذه المعركة بسبب قوة حجة جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – الذي كان متحدثاً باسم المسلمين أمام النجاشي.
من أشهر الأسماء في مصر هو اسم “عمرو”، حيث يسمي هذا الشعب العظيم مواليدهم بهذا الإسم كثيراً، ولا غرابة في ذلك فقد ارتبط اسم عمرو بن العاص بمصر ارتباطاً وثيقاً، فهو من فتحها وهو من أظهر براعة عجيبة وحنكة ومهارة إدارية في مصر قل أن تجد لها مثيل، لهذا أحب المصريون عمرو بن العاص، لأن مصر وشعبها يحتاجون لنوع خاص من الإدارة فهي ليست بلداً عادياً وشعبها أيضاً ليس شعباً عادياً.
طلب عمرو بن العاص فتح مصر من عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي، أثناء تواجده في القدس ليتسلم مفاتيحها، وقد أقنع الخليفة بضرورة فتحها لما سيعود ضمها للدولة الإسلامية بالخير الكبير والعظيم، أيضاً لأن ضمها سيحمي بلاد الشام من هجمات الرومان من الناحية المصرية عليها. وبعد موافقة عمر بن الخطاب على ذلك أرسل معه الجيش المسلم لفتحها.
توفي عمرو بن العاص عن عمر ناهز الـ 88 عاماً في مصر، ودفن ناحية المقطم. ولا يزال عمرو بن العاص حاضراً غير غائب في ذاكرة المسلمين لما تركه من أعمال رائعة، وخصوصاً في مصر، إلى جانب ذلك يحظى عمرو بن العاص بمحبة الأقباط أيضاً لما أظهره من تسامح وحسن خلق معهم عند دخوله إلى مصر وموقفه الرائع من مسألة الخلاف بين الكنيستين القبطية والأرثذوكسية وحل الخلاف بينهما بدلاً من استثمار ذلك لزيادة وتعميق الشرخ الحاصل.