بماذا فدى الله سيدنا اسماعيل
أمر الله تعالى في كتابه الكريم بإطاعة الوالدين و الفوز برضا الله و رضى الوالدين ، و طاعة الوالدين بما يرضي الله ،و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، و من أعظم قصص القرآن الكريم في ضرب المثل في طاعة الآباء هو طاعة سيدنا إسماعيل عليه السّلام لأبيه سيدنا إبراهيم عليه السّلام عندما أراد أن يذبحه و لكن برحمة الها تعالى تم فداء سيدنا إسماعيل عليه السّلام من الذّبح .
لقد وهب الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السّلام من الأبناء و كان أكبرهم هو سيدنا إسماعيل عليه السّلام حينما دعا سيدنا إبراهيم ربه بأن يهبه الذّرية الصّالحة كما جاء في سورة الصّافات ( رب هب لي من الصالحين ) و بشره الله تعالى بغلام و هو سيدنا إسماعيل عليه السّلام و كانت أمه هاجر عليها السّلام ، ولد سيدنا إسماعيل بوادي غير مزروع و قصة ماء زمزم شهيرة عندما كان سيدنا إسماعيل عليه السّلام صغيراً رضيعاً جائعاً أمه لا تجد ما تطعمه و بمشيئة الله تعالى ضرب رجله بالأرض فخرج ماء زمزم ، و هي إحدى القصص التي إرتبطت بهذا الولد الصّالح سيدنا إسماعيل عليه السّلام .
عندما إشتد العمر بسيدنا إسماعيل عليه السّلام و كبر و أصبح بعمر الشّباب ، كان يرافق والده سيدنا إبراهيم عليه السّلام في السّعي و كان مرافقاً صالحاً لوالده النّبي إبراهيم ، و في يومٍ من الأيام شاهد سيدنا إبراهيم عليه السّلام في المنام رؤية وهي أن يذبح إبنه إسماعيل و المعروف بأن ما يشاهده النّبي في المنام هو رؤيا م ن الله تعالى و عليه تصديقها. فكان هذا هو البلاء العظيم فكيف يقتله و هو عزيز عليه لكن عليه أن يمتثل لأمر الله تعالى بقتل إسماعيل ، و عندما كان يسعى إبراهيم مع إبنه إسماعيل في الكعبة أخبره بحقيقة المنام الذي رآه ، و قال له يا بني إني أرى في المنام أن أذبحك ، و كان الولد الصّالح أجاب أبيه إفعل ما تؤمر لن يعارض ما جاء به أبيه و إرادة الله تعالى ، لذلك لم يعارض إسماعيل أمر الله تعالى لأنّه كان من الصّابرين و الصّالحين ، و عندما حقق إبراهيم الرّؤيا قام بتسليم جبين ولده إسماعيل إلى الأرض و عندما شرع بالذّبح أي وضع السّكين على نحر إسماعيل عليه السّلام إرتدت السكين من يد إبراهيم إلى الأرض و قام مرة أخرى و أراد أن يطعن نحر إسماعيل لكن السّكين إرتدت مرة أخرى إلى الأرض ، و حينها نادى الله تعالى إبراهيم عليه السّلام بأنه قد إمتثل لأمر الله و صدّق بالرّؤيا و أنزل الله تعالى من السّماء بكبشٍ عظيم ذو لون أبيض أملح فداءاً لإسماعيل عليه السّلام ، و كان هذا الكبش أو الخروف هو فداءاً لتخليص سيدنا إسماعيل عليه السّلام من الذّبّح و أصبحت هذه سنة إلى يومنا هذا حيث يحرص المسلمين بالأضحية في عيد الأضحى لمن يقتدر .و نستدل من قصة إسماعيل عليه السّلام هو الصّبر عند البلاء و طاعة الله و طاعة الآباء بما يرضي الله تعالى .