بذور الخشخاش
زهور الخشاش الجميلة متعدّدة الألوان، فقد نرى منها حمراء اللون، أو زهريّة اللون، أو قرمزيّة اللّون، أو صفراء اللون كزهور كاليفورنيا الصفراء. تنمو هذه الزهور في المناطق الباردة، وفي غرينلاند فقط صيفاً. والخشاش هو نبات خشخاشيّ حوليّ أو معمرّ.
زهور الخشخاش تزرع في كلّ أرجاء العالم، ولا يوجد نوع تربة معيّن لنموّها. تزرع هذه النباتات على مساحات واسعة جدّاً مع تهيئة الظروف المناسبة لنمّوها، وتنبت أزهاراً كبيرة قد يصل قطرها إلى خمسة بوصات، ويوجد منها عدّة ألوان، أمّا طول شجرتها فتصل إلى الأربعة أقدام. يستخلص من هذا النبات مادّة “الأفيون، والذي يصنّع منه “المورفين، والكودايين، والهيروين.
تنتشر زراعته بكثرة في بلاد الشّام، فهناك الخشخاش المنوّم، والخشخاش المنثور، والخشخاش اللبنانيّ، والخشخاش الكرمليّ، والخشخاش الرماديّ. بينما توجد في مصر والمغرب أنواعاً أخرى؛ كالخشخاش الدوكيني، والخشخاش الأرجيموني والذي يزرع في أوروبا وتركيّا أيضاً، والخشخاش الأبجر.
أمّا بذور الخشخاش فهي البذور التي تستخرج من نبات الخشخاش وتسمى علميّاً “الخشخاش المنوّم”، وهي بذور صغيرة وهشّة زرقاء اللّون، طعمها ونكهتها يشبهان نكهة الجوز. على الرّغم من تسميتها بالمنوّم إلّا أنّها لا تحتوي على خصائص التّخدير، وتستخدم في إعداد المخبوزات والكعك، وكنوع من التّوابل. وقد تمّ إستخدامها منذ قديم الزّمن كنوع من أنواع الأدوية الخاضعة للرقابة. وقد انتشرت زراعتها حديثاً في أستراليا، والهند، وتركيّا.
لبذور الخشخاش فوائد صحيّة على جسم الإنسان، وذلك لإحتوائها على مادّة النياسين والفوليد أسيد، والكالسيوم، والحديد، والزنك. تستخدم بذور الخشخاش في علاج الإلتهابات، وعلاج مشاكل الإمساك وتهيّج المعدة، وفي حالات إرتفاع درجات حرارة الجسم والإصابة بالحمّى. كما أنّ بذور الخشخاش يتمّ إستخدامها في صنع أدوية التبريد ومعالجة الحروق، وهي بذور بديلة وتمدّ الجسم بالمعادة التي يحتاجها كاليود، والزنك، والنّحاس، والمغيسيوم، والمنجنير.
كما أنّ الدراسات والأبحاث أثبتت أنّ بذور الخشخاش مفيدة في علاج أمراض السرطان المختلفة، وتمّ إستخدامها في الطب القديم كمرطّب للجلد. وإحتوائها على حمض اللينوليك جعل منها عنصراً فعّالاً في الحماية من أمراض القلب، وفي علاج إضطرابات التنّفس، وبعض الأمراض المعدية، وإضطرابات النّوم، وبعض الإضطرابات العصبيّة المختلفة.
كما أنّ غنى هذه البذور بالكالسيوم والفوسفور جعل منها بذوراً مفيدة لبناء العظام عند الأطفال، ووقاية لكبار السن من أمراض هشاشة العظم، كما أنّ عنصر الفوسفور فيها يساعد في إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها. أمّا لإحتوائه على عنصري الحديد والزنك، فبذور الخشخاش تفيد في بناء جهاز مناعيّ قويّ للجسم، وفي حماية الجسم من أخطار قلّة مناعة الجسم ضدّ الأمراض.
إحتواء الخشخاش على مادّة الأفيون جعل منه مصدر سؤال وإستفهام للكثير من المسلمين، حيث أنّ الإفيون نوع من المخدّرات المحرّمة على المسلم. وقد أفتى بعض علماء المسلمين بتحريم استعمال الخشخاش أو خلصه مع مواد أخرى لإحتوائه على الأفيون المخدّر، ولكن يمكن الإستفادة منه فقط في حالة التّدواي من الأمراض لا أكثر.