بداية حياة جديدة
الحياة لمْ تُخلق على وتيرةٍ واحدةٍ ولمْ يحصل بها الإنسان على وعدٍ بالسَّعادة وتوفير كافة المتطلبات؛ ولكنّها تتراوح ما بين شِدَّةٍ ورخاءٍ وقراراتٍ صائبةٍ وخاطئةٍ وهذه هي سُنّة الحياة، ولكنْ في بعض الأوقات بعض القرارات يحتاج الإنسان بعدها إلى تغييرٍ جذريٍّ لحياته ويبدأ من جديدٍ بأسلوب جديدٍ وتفكير مغايرٍ لما كان عليه في السّابق، ويأتي القرار بالبدء من جديد بعد فقدان عزيزٍ أو خسارةٍ ماديّةٍ ومعنويّةٍ أو بعد فشلٍ أو هزيمةٍ؛ وهنا تكمن الحاجة إلى بدء حياةٍ جديدةٍ وإغلاق باب الماضي والسَّعي قدمًا نحو الأمام وعدم الالتفات إلى ما فات في حياتك؛ فالحياة لا تقف أبدًا عند فشلٍ أو هزيمةٍ أو خسارةٍ أو موتٍ؛ بل هناك ما هو أفضل تخبئه الأيام لك؛ فاستعد لبدء حياتك من جديدٍ.
كيفية بدء حياة جديدة
إنّ الإقدام على بدء حياةٍ جديدةٍ قد يُشكل هاجسًا وكابوسًا مُرعبًا لدى الأغلبية؛ فالخوف من المجهول قد يُشكّل عائقًا أمام الكثيرين ممّا يضطرهم للبقاء في حياتهم بكل سلبياتها ولكن ما أنت مقدمٌ عليه حتمًا أفضل ممّا أنت فيه، وعليك ببعض الخطوات التي ستساعدك في بدء حياتك الجديدة:
- عقد النِيّة والعزيمة الصادقة مع الذات على خوض تجربة البدء في الحياة الجديدة، وعدم الالتفات للماضي أبدًا.
- تقبل الحياة الجديدة بكل تفاصيلها وعدم الخوف منها؛ ففي حياتك الجديدة ستُحب ما كنت تكره والعكس صحيح وتفعل ما لم تكن تفعله مُسبقًا والعكس صحيح أيضًّا لا تخف من ذلك؛ فقد يكون في التغيير السَّعادة التي كُنت تنشُدها.
- اقطع اتصالك بالماضي نهائيًا بأشخاصه ومواقفه وذكرياته؛ ولكن قبل إغلاق باب الماضي عليك أن تُغلق جميع الأمور والمسائل العالقة بينك وبين كل من هو في محيطك حتى لا يُفتح هذا الباب مُجددًا في المستقبل.
- خذ فُرصةً لمعرفة المحيطين بك على حقيقتهم: تريّث في إصدار الأحكام، ضع ميزانًا للحُكم عليهم بعيدًا عن العواطف والمشاعر ثُمّ اترك خلفك من كان سببًا في فشلك أو تعاستك أو ألمك.
- لا تبدأ بحياةٍ جديدةٍ كرّد فعلٍ على موقفٍ ما؛ فتلك العَجلة قد تقودك إلى حياةٍ مُهلِكةٍ، خذ وقتك وفكر جيدًا بالخطوة القادمة وخطط للمستقبل ولحياتك بهدوءٍ وبعيدًا عن أي مؤثراتٍ أو ضغوطاتٍ.
- تحدّث إلى شخصٍ تثق بحُسن رأيه وسداد نصيحته؛ فما خاب من استشار، ولكن أنت أعلم النَّاس بنفسك وبقدرتك وبما تخفيه من العوالم داخلك؛ فلا تجعلْ الاستشارة طريقًا تسلكه ولكن فكر به مَلِّيًا.