بداية الحديث مع الغرباء
العلاقات الإجتماعية هي أحد الأشياء التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات ، فالإنسان بوصفه أحد الكائنات الحية الإجتماعية يسعى دائماً إلى التعرف على أشخاص جدد و التواصل معهم في المساحات المشركة و المتقاربة بينهم ، و يقول الله تعالى في محكم التنزيل : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات . الآية السابعة . فهذه هي فطرة الإنسان التي فطره الله تعالى عليها ، و اتباعها ليس بالأمر الشاق و لا العسير ، و إنما أدى تسارع وتيرة الحياة اليومية و الإعتماد على التكنولوجيا بشكل كبير إلى جعل العلاقات الإجتماعية المباشرة أمر قد يحتاج الكثير من الجهد لدى العديد من الأشخاص ، و في هذا السياق سوف نورد بعض النصائح التي يمكن من خلالها التعامل بصورة أسهل مع الآخرين ، و إيجاد وسائل أكثر للتعرف إلى الأشخاص دون التعرض للحرج .
أول الأمور التي يجب أن تتمسك بها عند البدء في الحديث مع شخص غريب هو أن تكون شخص ودود ، يجب أن تتمتع بالحس الذي يجعلك تميز بين الود و اللزوجة أو التطفل و اقتحام مساحة الآخرين . إن الحديث مع أي شخص هو عملية اتصال يجب لكي تضمن نجاحها أن تمر بعدة مراحل متلاحقة و بسيطة في آن ، أول تلك المراحل هي التواصل البصري ، يجب أن يراك الشخص أولاً و يدرك وجودك قبل محاولتك بدء الحديث معه ، و بعد ذلك تأتي المرحلة التالية و هي محلة التواصل عن طريق التعبيرات ، و أهم تلك التعبيرات هي التبسم ، ابتسم اتباعاً لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة ، في أغلب الأحيان الإبتسامة الودودة تزيل الكثير من الحواجز ، أما إذا كان الموقف لا يسمح فلا تفعل ذلك ، و عند رؤيتك لرد الفعل من الشخص الذي تريد التواصل معه ، يمكنك في تلك الحالة أن تتحلى بالشجاعة و تبدأ في الحديث عن أمر عام و مشترك ، يفضل أن يكون حادث في نفس المكان و الزمان الذي يجمع بينكما ، فإن لم يكن يمكنك أن تبدأ بالحديث عن أمور أكثر عمومية ، و منها الإنتقال إلى الخاص .
إن تلك الطريقة في بدء الحديث مع الغرباء مناسبة للمواقف العامة التي يمكن أن ترى فيها شخص لأول مرة بالصدفة ، و تلاقي النجاح بدرجة عظيمة شرط عدم الحرج و الشجاعة .