اه من وطن يرفع الكلاش ولا يرفع الكتاب
أسرج خيلي
اصطفها مع مطلع كل شمس
وأحل شكيمتها مترادفة
لا عوجا فيها
وأعيدها إلى الإسطبل
مع كل غروب
وطن بلا فوارس
وخيام بلا أوتاد ،،
هانيبال داسته الفيلة
وجبال الألب والبريني
شاهدة على من خان
وصايا عليسة
وخان الوطن ،،
قرطاج أم الدنى
وراوية حكايا عشق (ماسينسا)
وموته على ركبتي (سوفينينا)
بأقبية دواميس مدينتي
(حضر أموت) ،،
الم يكن السم جندا من جنود الله
هكذا قال صاحب قميص عثمان
يوم باركه خوارج بني النضير
لا السقيفة ،،
يا رب
تقطعت بالوطن السبل
وضاقت الأرض بما وسعت
هل يرضيك هذا الدم الزلال
أم الحشاشين
سيوفهم من ذهب ..
بسطح مائدة يوغرطة
رأيت سيدة الأوراس
توزع الحلوى
على أطفال الظهر التونسي
وتجمع الحطب
من سباسب الوسط
وتحضر رغيف التنور
لأطفال بلا نعال
يمخرون وادي زرود
وشعاب جبال وسلات
ويمتشقون حزما من جوع
ومن تعب ..
اه يا وطن
من يد تحمل الكلاش
ولا تحمل الكتاب. ،،
اه يا وطن
من رصاصة ليست بقارىة
وتجهل من تصيب. ،،
اه يا وطن
من بندقية صاخبة
ومن مسدس كاتم للصوت ..
وطن يهجره الحمام
تموت فيه البلابل
وتنتحر في إقفاصه العصافير
اختناقا برواىح البارود
كيف اسميه وطن ..
أيتها السماء البعيدة
تعالي
واقتربي
لعلي ،، بكفيك ألقى سكنا
او بعينيك معبدا
اتطهر فيه
من وعثاء هذا السفر ،
وأقيم مناسكي ،،
لعل العام القادم
تورق سنابل قمحي الصفراء
وتسمن بقراتي العجاف
وتحمل رياحي المطر ،
واردد مع السياب
مطر
مطر
كل عام يمر على الوطن
وليس فيه مطر ،،
يكركر الشاطئ يومه
ويوم
من بعد يوم
يعود المد
يلاعب الجزر الغميضة ،
والنادل
وما تحمل يداه
وتلك الصاحبة
وهذه الطاولة
أشعل لها واحدة
تروح تدخن بشراهة
لاتجمد انا
مابين القلم
والجريدة
وما بين رغوة القهوة
وما تفرزه الشفاه. ..
أراني ارسم البسمة على الشفاه
واخيط من أهداب حبيباتي
خيمة للأطفال
تقيهم الحر
والصقيع ،،
وابني لفقراء الوطن
منتجعا بكبر هذا الشاطئ
الذي اسميه (بوجعفرا) …
