الهزة الارضية
يعرّف قاموس المعاني الهزّة الأرضية ، حسب البيئة والجيولوجيا ، على أنّها شرخ يحدث تحت سطح الأرض ، أو انفجار داخلي ، وبالتالي تتبعه موجات صدمية تبتعد عن نقطة الشرخ والتي تسمّى ( البؤرة ) .
إنّ كرتنا الأرضيّة هذه التي تبدو ككرة بديعة ، بما تحمله على سطحها من جمال وطبيعة خلاّبة ، ما أعماقها إلاّ عبارة عن تفاعلات كيميائيّة تحدث ضجّة وحركة مريبة ، تنتج عنها تصدّعات واهتزازات وتشقّقات ، بفعل درجة الحرارة العالية .
تبيّن أجهزة قياس الزلازل والهزّات المتطوّرة ، أنّ الأرض بكلّ أجزائها تتعرّض دائماً للاهتزازات والصدّعات وحركات مفاجئة للقشرة الأ{ضيّة ، التي لا نشعر بها إلاّ إذا كانت قوّتها عالية جداً ، وبذلك تكون قد ألغت هذه الأجهزة الاعتقاد القديم ، بأنّ الزلازل والهزّات لا تحدث إلاّ في أماكن معيّنة من هذه الأرض .
تحدث الهزّات بسبب الشقوق الجيولوجية التي تحرّر الضغط المتراكم عبرها ، وقد تحدث حركة مفاجئة في القشرة الأرضية .
تعتبر الهزّات الأرضيّة جزءاً من حركة الزلازل ، التي تحدث اهتزازاً سريعاً في الأرض ، تتصادم الصفائح ، ويعود ذلك لتكسّر وإزاحة الصخور نتيجة الإجهازات الداخليّة المتراكمة ، فتتحرّك الصفائح الأرضيّة .
وقد تنتج الهزّات الأرضيّة نتيجة لنشاط البراكين أيضاً ، وأحياناً نتيجة انزلاق في الطبقات الأرضيّة . وقد تؤثّر سماكة القشرة الأرضيّة ، وأيضاً الفوالق والتصدّعات ، ويضيف العلماء إلى أنّ اقتراب الأرض من الشمس يؤثّر في حدوث الزلازل والبراكين والهزّات الأرضية .
تؤدّي الهزّات الأرضيّة كما الزلازل إلى إحداث شقوق في الأرض ، وبالتّالي تؤدي إلى ظهور ينابيع مياه جديدة ، وأيضاً نضوب بعض الينابيع وزوالها ، ومن الممكن أن تؤدّي الهزّات إلى ارتفاع في القشرة الأرضيّة وأيضاً إلى انخفاضها ، ويحدث ما عرف بـ ( تسونامي ) وهو أمواج عالية تحدث تحت سطح البحر ، إضافة إلى آثار تخريبيّة قد تصيب المباني والمنشآت العامة ، وقد تسبّب بتدمير مدنٍ بأكملها ، وهي حوادث معروفة وقد حصلت كثيراً في أرضنا هذه ، فكم من حضارة بيدت بالكامل ، وكم من مدينة مُسحت عن وجه الأرض ، بفعل الهزّات الأرضية والزلازل.
وقد وجد العلم الحديث ، وبفضل أجهزة القياس المتطوّرة ، أنّه تتولّد ستّة أنواع ، محدّدة موجات الصدمات ، تتوالد نتيجة الهزّة التي أصابت القشرة الأرضيّة ، فتؤثّر إثنتان بدورها على الأجزاء الداخليّة من الأرض ، وتكون أربعة منها عبارة عن موجات تكون سطحيّة ، ويمكن التمييز فيما بينها من خلال تذبذبات ترسلها موجات الضغط بشكل جيئة وإياباً ، أو عن طريق اهتزازات عموديّة تكون على اتجاه سيرها .