النرجسية
نسمع كثيراً عن النرجسية، وأن هذا الشخص نرجسي، تلك الفتاة نرجسية، فا ما معنى النرجسية، من أين أتى هذا المصطلح، هل النرجسية صفة ام مرض، وما الصفات العامة للنرجسية؟
النرجسية بمختلف تعريفها تعني حب الذّات، والصفة العامّة لهذا المصطلح “الأنانية” حيث أنّ الانسان النرجسي يرى نفسه الأفضل في كل شيء مهما كان، ويضع الآخرين بمكانة أقل منه.
أتت كلمة النرجسية من اسطورة يونانية، ولها روايتين:
الأولى: كان هناك شخص يدعى نارسيس، وكان جميلاً جداً، وبسبب جماله عشق نفسه عندما رأى انعكاس وجهه الجميل في الماء، فأراد يوماً ما أن يلمس جماله وقفز في البحيرة التي اعتاد أن يجلس عندها مطوّلاً متأملاً جمال وجهه، فغرق ومات، وظهرت مكان جلوسه وردة، وكانت هذه الوردة هي “النرجس”.
الثانية: كان هنالك فتاة عشقت شابّاً جميلاً جداً حتى الجنون، ومن شدّة حبّها له أصابها المرض والتعب والإعياء إلى أن ماتت، وغضبت الآلهة وأرادت أن تعاقب هذا الفتى المدعو نارسيس، فجعلته يعشق نفسه بصورة غريبة عندما رأى انعكاس وجهه في الماء، وظل يجلس بالساعات متأمّلاً صورته، وبعد فترة إصابته حالة من فقدان العقل، فقفز بالماء ليلمس صورته، وعندها غرق ومات، وظهرت في ذلك المكان وردة يقال بأنّها “النرجس”.
في كلا الروايتين يظهر لنا بأنّ النرجسية ارتبطت بحب الذّات، لكن ما الذي قد يسببها، فحسب الدّراسات يقال أنّ السبب الرئيس هو معاملة الأسرة لأطفالها وسوء التربية، ففي فترة الطفولة يدلّل الطفل كثيراً، فيرى نفسه مميّزاً دائماً عن غيره في فترات نموّه المختلفة.
صفات الشخصية النرجسية:
- عاشق لنفسه.
- الثقة العالية بالنّفس.
- يؤمن تماماً بأنّه فريد من نوعه ونادر.
- حب الظهور ولفت الأنظار ومركز انتباه الجميع.
- الاعتناء الشديد بالمظهر الخارجي.
- عشق النجاح والسلطة، ووهم النجاح كذلك.
- الغيرة الشديدة.
- استغلالي وانتهازي.
- شديد الحساسية.
- الافتقار إلى التّعاطف مع الآخرين.
نلفت الإنتباه إلى أنّه في حال تشابهت أي من هذه الصّفات لدى أي شخص، هذا ليس بالضرورة أنّه شخص نرجسي، فمن منّا لا يحب أن يهتم بمظهره الخارجي، أو أن يكون شخصاً ناجحاً وواثقاً من نفسه وقدراته، فقد أظهرت دراسات أنّ حب الذات متواجد لدى الجميع، ولكنّه متفاوت فيما بينهم، هنالك من لديه هذا الشعور بشكل واضح وزائد، وهنالك ما لا تظهر عليه هذه الصفة.
فعليّاً النرجسية تعد مرض نفسي، وكما هي أغلب الأمراض النفسية لا يعلم الشخص النرجسي بأنّه مريض بالنرجسية، وفي عام 1905 اهتم العالم فرويد بالنرجسية، وكتب مقالاً موسعاً عنها بعنوان “مقدمة بالنرجسية” في عام 1914.
بما أنّ النرجسيّة موجودة عند الجميع وبدرجات متفاوته، فلا بد بأنّ الجميع قد عاش هذه التجربة، حيث يقال “بأنّ النرجسية هي إحدى مراحل النّمو التي يمر بها جميع الأفراد” حيث أنّ الإنسان يحب ذاته أوّلاً ومن ثم يبدأ بحب الآخرين.
الثقة بالنفس ضمن حدود معيّنة شيء مهم جدّاً، فإن زادت تصبح نوعاً من الغرور، وإن زاد الغرور تصبح نرجسيّة، لذا عليك أن تجعل الثقة بالنفس وسطيّة، ففي حال نقصانها تعاني من عدم الثقة بالنفس وبالقدرات، وان زادت عن حدها أصبحت نرجسية فعلاً.
تعد الإناث الأكثر إصابة بالنرجسيّة، خصوصاً في فترة المراهقة، ومع التقدّم بالسّن قد تنخفض مستوى النرجسية لديهن