النحو والصرف
اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة رسولنا الكريم محمّد “صلّى الله عليه وسلّم”، وهي لغة أهل الجنّة أيضاً. وقد عكف كثير من العلماء على دراسة هذه اللغة الجميلة، وإكتشاف أسرارها، وتأليف الآلاف من الكتب فيها.
للغة العربيّة علوم كثيرة، وكلّ علم فيها يصنّف ويدرس جزءاً وجانباً معيناً من هذه اللغة. وعلوم اللغة العربية الإثنا عشر هي: علم اللغة، وعلم الصرف، وعلم النحو، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع، وعلم العروض، وعلم القوافي، وعلم قوانين الكتابة، وعلم قوانين القراءة، وعلم الرسائل والخطب، وعلم المحاضرات والتاريخ. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن علمي النحو والصرف، وتعريفهما، والفرق بينهما.
علم النحو هو العلم الذي يبحث في أصل تكوين الجمل وقواعد الإعراب في الجمل والكلمات والأحرف. فهو العلم الذي يحدّد أسلوب تكوين الجملة، ومواضع الكلمات في الجملة، ووظيفة كلّ منها. كما ويحدّد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من موقعها في الجملة، من حيث المعنى، والحركة، ومكانها. ويحدّد كذلك الخصائص النحوية للجمل كالإبتداء، والفاعليّة، والمفعوليّة، ويحدّد أيضاً الأحكام النحوية كحكم التقديم، والتأخير، والإعراب، والبناء.
أمّا سبب نشأة علم النحو، فيعود إلى أبو أسود الدؤليّ، والذي بدأ هذا العلم بعد الدخول الكبير والغير مسبوق للمسلمين من غير العرب في الإسلام، وللحفاظ على اللغة العربية من التحريف والتغيير، وهو يعتبر واضع أسس علم النحو. وقد كان “سيبويه” هو أوّل من وضع أسس علم النحو في اللغة العربية كلّها في كتابه.
أمّا علم الصرف فهو العلم الذي يختص بـ “الكلمة”، وهو الذي يبحث في جذور الكلمة وأصولها. والصرف هو التغيير والتحويل، حيث يقصد بعلم الصرف أنّه العلم الذي يساعدنا على تحويل الكلمة بأصلها إلى أبنية مختلفة وذات معان مقصودة ولها معنى، مثالنا على ذلك: كلمة “شَرِبَ “، هي فعل وتعني قيام الشخص بهذا الفعل، أمّا الأصل منها فهو ” لشُرب”، ويدلنا على الاسم “المصدر”.
وعلم الصرف يفيدنا في تكوين معان جديدة في اللغة العربية، مما يجعلها قادرة على مواكبة العصر وتطوراته. وهو يفيدنا أيضاً في تقديم صيغاً جديدة في اللغة بمعان مختلفة، لا سيّما في علم المشتقات. كما أنّ علم الصرف يفيدنا كذلك في الغايات الصوتية في لفظ الكلمات في اللغة وتسهيلها. ويعتبر العالم العربي معاذ بن مسلم الهراء أحد علماء الكوفة واضع علم الصرف.