الملكة حتشبسوت الحضارة الفرعونية
الملكة حتشبسوت الحضارة الفرعونية
تعد الحضارة الفرعونية من أهم حضارات العالم القديم وأكثرها تخليدا وعظمة ،فقد حكم مصر عدد كبير من الفراعنة الذين لهم فضل كبير في نشأة الحضارة الفرعونية وتطورها ، وشهد العصر الفرعونى درجة عاليه من التحضر فكانت للمرأة فيه مكانه عظيمة فكان الفراعنه مؤمنين بأن المرأة متساويه مع الرجل ، حتي أن المرأة في العصر الفرعوني وصلت إلى الحكم وتمكنت من أدارة البلاد وساعدت في نهضتها ، ومن أشهر الملكات التي تولين حكم مصر الملكة حتشبسوت فهي واحدة من أهم الشخصيات الفرعونية وأكثرها تأثيرا وغموضاً ، وقد أستطاعت تحقيق العديد من الإنجازات التي خلدت ذكرتها في التاريخ.
حياتها : الملكة حتشبسوت هي الفرعونة الخامسة من الأسرة الثامنة عشر وهي أكبر أبناء الملك (تحتمس الأول ) و الملكة ( أحموس ) ، وقد تزوجت الملكة حتشبسوت من أخيها تحتمس الثاني وأنجبت منه أبنه واحدة هي الأميرة ( نفرو رع ) ، وكان لزوجها أبن من أحد محظياته وهو (تحتمس الثالث) ، وبعد وفاة زوجها أستطاعت أن تتولى العرش بالرغم من أن العرش كان من المفترض أن ينتقل بعد وفاته إلى أبنه (تحتمس الثالث) ، ولكن احتفظت حتشبسوت بالعرش لنفسها لان تحتمس الثالث لم يكن أبنها ، فقامت بخداع الكهنه حتي تتمكن من تولى الحكم حيث قالت لهم بأنها حلمت بأن الإله تنصبها على العرش وأنها من نسب الأله ، فوافق الكهنه على تنصيبها ملكة لمصر ، وتذكر المصادر بأن حتشبسوت لم تحلم بشىء وأنه قامت بهذه الحيلة فقط لأقناع الكهنه بتوليها العرش .
المصاعب التي واجهتها : لم يتقبل الشعب المصري فكرة أن تتولى أمراة عرش البلاد، كما أن الكثير أتهموها بأنها هي التي قتلت زوجها لكي تعتلي عرش البلاد ولكن لم يستطيع أحد أن يثبت ذلك التهمة عليها ، كما أن المصريين وجدوا أنها لن تستطيع تسير الأمور في البلاد أو التعامل مع الدول الأخرى ، فواجهت معارضة قويه من الشعب المصري ، مما دفعها إلى التشبه بالرجال لأخماد هذه المعارضه فلبست لبس الرجال وقامت بقص شعرها ووضعت ذقن مستعارة ، وحاولت أن تنسى أنها أمراة وتعاملت على أنها رجل فلقبت بالقاب الرجال وكانت تشير إلى نفسها بضمير المذكر ، وفعلت ذلك لكي تتمكن من حكم الشعب المصري بقوة وتتعامل مع البلاد الخارجية ولكي ينسي الجميع أنها أمراة وأنها قد تكون ضعيفة .
حكم الملكة حتشبسوت : إستطاعت الملكة حتشبسوت من عمل نهضة شاملة في البلاد وكانت من أقوى حكام الأسرة الثمانية عشر ، فكونت جيش قوى جدا يستطيع أن يقهر أي عدو ، وقامت بأرسال الكثير من الرحلات والبعثات الى مناطق مختلفه لكي تتعرف على ثقافات الشعوب والحضارات الأخرى وتستفاد منها وتنقلها إلى مصر ، وشهدت مصر في عصر حكمها أقوى العلاقات التجارية حيث أنها قامت بعمل علاقات تجارية مع دول الشرق جميعها ، كما كان عصرها عصر سلام فقد كانت صديقة مع جميع الدول المحيطة بمصر وجميع دول الشرق فلم تقم طوال فترة حكمها الا بحمله واحدة توجهت نحو غزة وحمله تأديبية آخرى اتجهت نحوفلسطين والنوبة وسوريا حيث خرج الجيش المصري بقيادة أبن زوجها تحتمس الثالث ، وذلك لأنها كانت تفكر في نهضة مصر وكانت ترى أن خوض الحروب والمعارك يعطل مسيرة النهضة ، وبعد أن حققت أنجازات كثيرة في كافه المجالات أحبها الشعب المصري كله وإستطاعت أن تفرض سيطرتها وتثبت حكمها في البلاد .
أسرار الملكة حتشبسوت : يقال أن الملكة حتشبسوت قد عاشت قصة حب غامضه مع المهندس سننموت الذي بنى لها معبدها بالدير البحري ، حيث أنها منحته الكثير من الألقاب تزيد عن ثمانين لقب وهذا يدل على وجود قصة حب بينهم ، كما وجد نفق في مقبرتها ووجد نفق مطابق له في الشكل في مقبرته ويقول علماءالأثار أن هذا النفق دليل على وجود حب متبادل بينهما .
وفاتها : توفت الملكة حتشبسوت عام 1457 قبل الميلاد بعد أن حكمت مصر حوالى 22 عام ، ويقال أن الملكة حتشبسوت قتلت بسبب الصراع على الحكم ، ولكن بعد فحص جثتها تبين بأن وفاتها كانت طبيعية وأنها كانت مريضة بعدة أمراض منها السرطان والسكرى وتلك الأمراض هي التي أودت بحياتها ، وتتواجد مقبرتها في وادي الملوك والملكات بالأقصر .