المراحل العديده نمو الشعر
جعل الله عزّ وجل في أجسامنا تراكيب كثيرة وعديدة لكلٍّ منها مكانها الخاص وأهميّة خاصة بها، ومن أبرز هذه التراكيب هي الشعر؛ فالشعر هو عبارة عن زوائد بروتينيّة تغطي الجسم، وتتكوّن من بروتين الكيراتين بشكل أساسي وهو الّذي يُعطي الشعرة شكلها الشبيه بالخيوط، كما أنّه يقوّي بنيتها وقوة جذعها.
ويعتبر نسيج الشعر ثاني أنسجة الجسم الأكثر نمواً بعد نسيج نخاع العظم؛ فالشعر هو أيضاً يتكوّن من نسيج طلائي مثل ذلك النسيج المكوّن للجلد مع اختلاف تركيبه، ويشكّل الشعر وسيلةً للتعرّف على عدد من الحقائق الخاصّة بالإنسان؛ كالبيئة التي عاش بها، ونوعية الطعام الّذي يتناوله.
مكونات الشعرة
تتكوّن الشعرة من جزأين رئيسين، وهما:
- الجذر: وهو ذلك الجزء من الشعرة المغروس تحت فروة الرأس في جيب شعري دهني، بحيث توجد البصيلة في قاعدته، والتي تمدّها الأوعية الدموية الموجودة في فروة الرأس بالغذاء كونها هي الجزء الحي من الشعرة، كما يحتوي الجذر على غدّة دهنيّة تعمل على إفراز مواد ضرورية لترطيب الشعرة وحمايتها، بحيث تُشكّل حولها غلافاً رقيقاً يحميها من الظروف الخارجية.
- الجذع أو الساق: وهو الجزء الظاهر من الشعرة، ويتكوّن من حزمة من الألياف محاطة بطبقة قرنية واقية، والتي تتكوّن بدورها من مادّة الكيراتين (وهي مادة بروتينية) يتمّ إفرازها من خلال خلايا موجودة في بصيلة الشعر، ويعتبر الجذع من أكثر أجزاء الشعرة تأثراً بالظروف والعوامل الخارجية، كالغسيل، والتصفيف وغيرها.
مراحل نمو الشعر
ينمو الشعر في جميع أنحاء الجسم تقريباً، ما عدا راحتي اليدين والقدمين والجفون والشفتين، وأكثر ما يتواجد الشعر في رأس الإنسان؛ بحيث يكون كثيفاً جداً؛ إذ يتراوح عدد الشعرات الموجودة في رأس الإنسان البالغ ما بين 100 ألف و150 ألف شعرة، يفقد منها في الوضع الطبيعي ما يقارب الـ 190 شعرة، بحيث تنمو مكانها شعرات جديدة، وتمرّ الشعرة أثناء نموّها بثلاث مراحل، وهي:
- مرحلة التنامي: وتبدأ هذه المرحلة في حليمات الشعر؛ إذ تنقسم الخلايا الموجودة فيها إلى انقسامات سريعة لإنتاج ألياف جديدة، وهي مرحلة تكوين الشعر الصحي، وتستغرق مدّةً زمنية قد تصل إلى 8 سنوات؛ حيث إنّه كلّما طال مكوث الشعرة في هذه المرحلة زاد طولها وكان نموها أسرع، وقد تتأثر مدة بقاء الشعرة في مرحلة التنامي على الجينات الوراثية.
- مرحلة التراجع: ويمكن تسميتها بالمرحلة الانتقاليّة، وتستغرق مدّةً زمنيّةً تقدّر بأسبوعين، وفيها يتمّ السماح للبصيلة بتجديد نفسها، بحيث تتقلّص إلى سدس طولها الأصلي بسبب التفكك، بحيث تنفصل الحليمات وخصلة الشعر، وتنقطع عنها الإمدادات الغذائيّة من الدم، لتقوم البصيلة في نهاية الأمر بدفع جذع الشعرة إلى أعلى ليزداد طول الألياف النهائية، ولكن على الرّغم من ذلك فإن الشعر لا ينمو في هذه المرحلة.
- مرحلة الانتهاء: وتسمّى أيضاً بمرحلة الراحة؛ بحيث تبقى فيها الشعرة والبصيلة كامنتين لفترة تتراوح بين الشهر وأربعة شهور، وفي وقت من الأوقات يكون حوالي 10% إلى 15% من الشعر في هذه المرحلة، وبعد اكتمال مرحلة الانتهاء تبدأ مرحلة التنامي من جديد؛ حيث تعمل الخصلة الجديدة على دفع الخصلة القديمة لتنمو مكانها، وهذا هو سبب فقدان الشعر الطبيعي الّذي نشهده كلّ فترة.