القراءة المتعمقة
الحصول على الفائدة من الكتاب الذي يقوم الشخص بقراءته تصبح صعبة المنال لعدم إتقان مهارات القراءة المتعمقة، وهذه مهارة بلا شك لأنها تعتمد على التركيز والوعي والحصول على المعرفة والمنفعة وتخزينها وتذكرها، وتعلمها يفيد طلاب العلم من التلاميذ والطلبة، لفهم محتوى نصوص الدروس، واليوم أصبحت القراءة المتعمقة أساس من أسس الوصول للمعرفة الصحيحة والقوية.
ولكي يحصل القارئ على الفائدة المرجوة من أي كتاب عليه أن يقوم بانتقاء الكتاب الأكثر حباً لنفسه، فإن هذا الاختيار يجعله متقبلاً متحملاً لما يقرأ، ثم يعمل على تقسيم الكتاب وإن كان كبيراً جداً أو صغيراً وضئيل الحجم على أجزاء متساوية كالفصول تماماً، وعلى القارئ أن يحضر ورقة أو مسطرة يصنع بها حواجز بين كل قسم، وحين يبتدئ فليتدئ من البداية ويمسك قلماً في يده.
مهمة القلم هي تحديد المعلومات المهمة والمصطلحات والكلمات المبهمة للرجوع إليها في أوقات أخرى أو للبحث عن معنى كلمة لم يعرفها القارئ من قبل، وكتابة ملاحظات وآراء في فقرات الكتاب فليس كل ما كتب في الكتب يصدق، ومن الجيد أن يناقض القارئ رأي الكاتب.
وإن كان الكتاب كتابة دراسة فالأفضل وضع مجموعة من الأسئلة عند كل فقرة من فقرات الكتاب، ومجموعة من النقاط التي تلخص كل فقرة بعدة أسطر يسهل الرجوع إليها وقت المذاكرة والامتحانات.
ومن الجميل أن يقوم القارئ بتصفح الكتاب قبل قراءته لتكوين لمحة معلوماتية عن محتواه قبل المباشرة فيه، ووضع قائمة من الملاحظات على آخر صفحة في الكتاب، ثم بعد الانتهاء نقارن رؤيتنا مع ما وصل إليه الكتاب، فبعض الكتب كالروايات التاريخية مثلاً قد تتناول أحداثاً لم يذكرها التاريخ أو أنها لم تتطور تطوراً سريعاً مثلما كان القارئ يحسبه.
وعلى القارئ وهو يقرأ أن يفكر فيما يقرأه وأن يحاول التخمين بما سيكون محتوى السطر التالي، فالفقرة التالية فالفصل التالي وصولاً لأن يخمن ما هي نهاية الرواية أو الكتاب، أي أن يعمل فكره ويكون واعياً وهو يقرا، فالقراءة بوعي وإدراك تجعل المعلومة تلتصق بالأذهان وتخزن في العقل الباطن، وسيكون بوسع القارئ أن يستحضرها بأي وقت.
بالإضافة إلى أن استخدام الألوان في الأقلام التي يتم بها تحديد الفقرات المهمة يجعل القراءة ممتعة ولافتة وجذابة، فالأشخاص الذين يملون من القراءة سريعاً سوف تشجعهم الالوان الزاهية على مواصلة القراءة ويشعرون وكما انهم كانوا في ورشة رسم شيقة.
وعلى أي إنسان أن يربي بذرة القراءة منذ الصغر، والمسؤولية تقع على الوالدين قبل الفرد نفسه، فأن تقرأ الام قصة صغيرة لطفلها قبل النوم، يغرس في نفسه حب القراءة والتشويق أملاً في الحصول على الإفادة.
وبهذا تضمن الأسرة بناء الأبناء على أسس سليمة تعينهم على مواجهة الحياة وما فيها من صعوبات ومشاق، فالتعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر.